شكك مجموعة من المراقبين المستقلين التابعين لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية في المعلومات التي قدمتها شركة أسترازينيكا بشأن فاعلية لقاحها، واتهموا الشركة بتقديم معلومات قديمة، ودعوها لتقديم بيانات حديثة وأكثر دقة حول لقاح أسترازينيكا، وفق ما نشرته وكالة Associated Press الأمريكية الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021.
بينما دافع مختبر لقاح أسترازينيكا عن لقاحه الذي يرفض قسم كبير من الأوروبيين تلقيه، مؤكداً أنه فعّال لدى الأشخاص المسنّين ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية، كما أن وكالة الدواء الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية دافعتا بدورهما عن "فاعلية اللقاح" البريطاني.
تشكيك في فاعلية لقاح أسترازينيكا
كانت إعادة الثقة في لقاح أسترازينيكا هو ما تطمح شركة أسترازينيكا إلى تحقيقها يوم الإثنين 22 مارس/آذار، حين أعلنت أن دراسة أمريكية أُجريت على 32 ألف متطوع أظهرت أن لقاحها فعال بنسبة 79% في الوقاية من أعراض مرض فيروس كورونا، وأن كل المتطوعين الذين تلقوا اللقاح لم يصابوا بدرجة خطيرة من المرض ولم يدخلوا المستشفى.
لكن بعد منتصف الليل بقليل، أصدرت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية بياناً قالت فيه إن المراقبين المستقلين الذين يشرفون على الدراسة "أعربوا عن قلقهم إزاء أن شركة أسترازينيكا ربما قدمت معلومات قديمة من تلك التجربة ربما نتج عنها رؤية غير مكتملة لبيانات فاعلية اللقاح".
إذ حثت معاهد الصحة الوطنية الشركة على أن تحرص على "نشر أحدث وأدق بيانات عن فاعلية لقاحها في أسرع وقت ممكن".
ما أثار حيرة الخبراء في الخارج
على أن هذا الخلاف فاجأ الخبراء في الخارج وأثار حيرتهم. لكنهم أشاروا إلى أن إدارة الغذاء والدواء ستراجع في نهاية المطاف جميع البيانات قبل أن تقرر إن كان من الممكن طرح لقاح أسترازينيكا في الولايات المتحدة.
قال الدكتور جيسي غودمان، الأستاذ بجامعة جورجتاون والرئيس السابق لقسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: "يبدو أنه مهما بلغ خطأ هذه الخطوة، فالبيانات ستصلح نفسها في النهاية".
كان الدكتور أنتوني فاوتشي الذي يعمل بمعاهد الصحة الوطنية قد قال في برنامج "Good Morning America" الذي يُعرض على شبكة ABC إن هذا الحادث "في الحقيقة هو ما نطلق عليه خطأ غير مقصود"، وإنه يتوقع تصحيح هذا التضارب.
يُشار إلى أن كل تجربة لقاح يشرف عليها "مجلس لمراقبة البيانات والسلامة" الذي يُعرف اختصاراً بـ DSMB. وتضم هذه المجالس علماء وخبراء إحصاء لا تربطهم أي علاقات بالحكومة أو الشركات المصنعة للقاحات.
شركة أسترازينيكا تدافع عن لقاحها
في دراسة لقاح أسترازينيكا، تماماً مثل دراسات اللقاحات الأخرى المستخدمة، يتلقى بعض المشاركين اللقاح الحقيقي ويتلقى الباقي لقاحات وهمية، ولا يعرفون لا هم ولا أطباؤهم أيها الحقيقي وأيها الوهمي. ومجلس مراقبة البيانات والسلامة وحده هو من يمكنه تحديد من تلقى هذا أو ذاك وإلقاء نظرة سريعة على أداء المتطوعين قبل الانتهاء من الدراسة.
كما أن مجلس مراقبة البيانات والسلامة يراقب المخاوف المتعلقة بالسلامة، ويحدد أيضاً متى تصل الدراسة للمراحل النهائية المحددة مسبقاً التي توضح أن الوقت قد حان لتقدير فاعلية اللقاح. وكان مجلس مراقبة البيانات والسلامة الذي عينته معاهد الصحة الوطنية هو من أثار المخاوف إزاء البيانات التي قدمتها أسترازينيكا، في رسالة نشرتها أولاً صحيفتا The Washington Post وThe New York Times.
يوم الثلاثاء 23 مارس/آذار، قالت الشركة منتجة لقاح أسترازينيكا إن البيانات التي أعلنتها لأول مرة تشمل حالات إصابة بكوفيد حتى تاريخ 17 فبراير/شباط، مثلما حددت قواعد الدراسة، وإنها مستمرة في دراسة الحالات التي ظهرت بعد ذلك. وقالت إن التحليل الأولي لبيانات أحدث يتوافق مع ما أعلنته بالفعل.
بينما يواصل الفيروس انتشاره
رغم التشكيك في جدوى بعض اللقاحات وفاعليتها، مثل لقاح أسترازينيكا، سرعت الدول الغنية من حملات التطعيم، لكن المخاوف تتزايد حول تزويد بقية دول العالم باللقاحات.
إذ كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تغريدة، الأربعاء 24 مارس/آذار: "أشعر بقلق عميق لأن العديد من الدول منخفضة الدخل لم تتلق بعد جرعة واحدة من لقاح فيروس كورونا".
أضاف: "اللقاحات يجب أن تكون ذات فائدة عالمية. يجب أن يتحد العالم لجعل هذا حقيقة".
اتخذ الوباء منعطفاً نحو الأسوأ في العديد من الدول، حيث اقتربت الإصابات في جميع أنحاء العالم من 124 مليوناً. وتجاوزت حصيلة الوفيات اليومية في البرازيل للمرة الأولى ثلاثة آلاف فيما يواجه قطاعها الصحي صعوبات كبرى مع تزايد عدد الإصابات.
قال مسؤولون، الثلاثاء، إن إمدادات الأوكسجين الطبي لمرضى فيروس كورونا تراجعت إلى مستويات "مقلقة" في ست من ولايات البرازيل البالغ عددها 27 ولاية.
أثار التحذير مخاوف من تكرار المشاهد المروعة في مدينة ماناوس الشمالية في كانون الثاني/يناير حين أدى النقص في الأوكسجين إلى اختناق عشرات المرضى.
قالت الطبيبة أديل بنزاكين العاملة في ماناوس لوكالة فرانس برس: "لا يمكن وصف رؤية عائلات تهرع لإيجاد عبوات أوكسيجين، والخلافات أمام محل بيع هذه العبوات". وأضافت: "كان الأمر مثل حرب، فوضى قصف حين يركض الناس يائسين بدون أن يعرفوا ماذا يفعلون".