منفّذ جرائم على طريقة داعش ومطلوب دولياً.. تفاصيل اغتيال الورفلي رجل حفتر الأول بعد خلاف حاد

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/24 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/25 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
محمود الورفلي

أعلن الناطق باسم القوات الخاصة التابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر مقتل القائد العسكري، الضابط المثير للجدل في "الجيش الوطني الليبي" والمطلوب دولياً محمود الورفلي، بعد تعرض سيارته لوابل من الرصاص بالقرب من جامعة العرب الطبية في بنغازي، فيما أصيب شقيقه في الهجوم، ونقل إلى العناية المركزة.

وقامت سيارة يستقلها مسلحون بنصب كمين للورفلي، الذي كان بصحبة النقيب أيمن الدعيكي بالقرب من كوبري جامعة العرب الطبية غرب مدينة بنغازي، وتفيد المعلومات الأولية بأن السيارة رُصدت قرب مقر لواء طارق بن زياد الذي يرأس الكتائب الأمنية فيه صدام خليفة حفتر والكتائب العسكرية عمر المقرحي.

واشتهر المقدم محمود الورفلي (42 عاماً)،  بإعدامه أسرى ومساجين مقيدي الأيدي ومعصوبي الوجوه، على طريقة داعش، أو إعطائه الأوامر لجنوده بتصفيتهم وتسجيل جرائمه في فيديوهات ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، مما أثار استياء عالمياً.

وكان عربي بوست قد نشر في الـ8 من مارس/آذار الجاري، تقريراً عن مصادر عسكرية خاصة، مفاده أن خلافات حالية تدور بين الورفلي وقائده خليفة حفتر، وأن الورفلي يدبر محاولة انقلاب عليه في الوقت الذي كان حفتر يخطط فيه لتسليمه للجنائية الدولية. 

وكان قد انتشر للورفلي في 2 مارس/آذار 2021، فيديو ظهر فيه مع مجموعة ترتدي زي الشرطة العسكرية، وهو يتجول في مقر وكالة تويوتا ببنغازي، قبل أن يبدأ هو ومن معه في تحطيم محتويات المكان وإتلافه.

وظهر في الفيديو صوت الورفلي، الملقب بـ"ضابط الإعدامات" و"سفاح حفتر"، أثناء تدمير مرافقيه المسلحين لمحتويات المكان، قائلاً إن هذه هي أموال الليبيين، مهدداً صاحب الموقع بالقول: "أنت ميت".

مصادر خاصة لـ"عربي بوست" كشفت أن الرسالة التي يريد توجيهها الورفلي هي لحفتر والحكومة الجديدة، وليست لصاحب التوكيل، بأن بنغازي ليست تحت سيطرة خليفة حفتر، وأنه مستعد لمواجهة القيادة العامة في حال اتخاذ أية إجراءات حياله.

وكان الورفلي قد بدأ في تغيير موقفه من حفتر، بسبب وصول معلومات إليه من جهات "غير معروفة"، بأن القيادة العامة عازمة على تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية، والعمل على تصفيته.

كما أفادت المعلومات أيضاً بأن حفتر كان قد اجتمع مع عدد من القيادات العسكرية والاجتماعية لقبيلة العواقير في مقر القيادة العامة بالرجمة، وطالب القيادات العسكرية بالهجوم على مقرات محمود الورفلي ومن معه وإخلائها والقبض على المجرمين فيها وتسليمهم للعدالة، معللاً عدم اتخاذ أية إجراءات عسكرية حيالهم كي لا تظهر صورة الإخلاء والقبض في حالة حدوث اشتباكات، في الإعلام بين الصاعقة وقوات الجيش ويستغلها العدو في تشويه صورة الجيش.

وتحركت المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت، في 15 أغسطس/آب 2017، مذكرة اعتقال بحق الورفلي، متهمةً إياه بارتكاب جرائم حرب في ست عمليات إعدام بلا محاكمة، قتل خلالها أكثر من 33 شخصاً في مناطق مختلفة من مدينة بنغازي (ألف كم شرق طرابلس).

كما أن الشرطة الدولية (الإنتربول) أدرجته ضمن قائمة المطلوبين للتهمة نفسها، وكذلك فعلت وزارة الخزانة الأمريكية، في 2019، والتي أدرجته على قوائم العقوبات لارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وقالت الخزانة الأمريكية في بيانها، إن الورفلي صُور في 24 يناير/كانون الثاني 2018، "وهو ينفذ عملية إعدام جماعي لعشرة معتقلين عزل في بنغازي. بعد أن أطلق النار على كل محتجز في رأسه واحداً تلو الآخر، أطلق الورفلي النار بحرية على مجموعة من عشرة معتقلين تم إعدامهم".

وكان حفتر قد اتخذ، في خطوة استفزازية، قراراً في يوليو/تموز 2019، بترقية الورفلي من رائد إلى مقدم، بعد صدور أحكام دولية في حقه، وكلفه مطلع مايو/أيار الجاري، بالتصدي لحركة الرفض المتصاعدة في بني وليد (180 كم جنوب شرقي طرابلس) ضد محاولة توريطها في الحرب واستخدامها كقاعدة خلفية لإمداد معاقله في ترهونة (90 كم جنوب شرقي طرابلس).

تحميل المزيد