اتَّهمت محققة الأمم المتحدة المنتهية ولايتها، أغنيس كالامارد، مسؤولاً سعودياً بتهديدها على خلفية مشاركتها في التحقيق بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، وفق ما أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021.
أغنيس كالامارد، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالقتل خارج نطاق القضاء، أعدت تقريراً من 101 صفحة، حمّلت فيه السعودية مسؤولية قتل خاشقجي عمداً، استمرارها في المطالبة بالعدالة حتى يُحاسب المسؤولون عن قتله، ولحماية جميع الصحفيين في العالم.
تهديد أغنيس كالامارد بالقتل بسبب خاشقجي
بينما لم ترد السعودية على طلب الصحيفة البريطانية بالتعليق، والذي أرسلته إلى وزارة الخارجية السعودية وسفارتي الرياض في لندن وواشنطن.
قالت المقررة الخاصة المنتهية ولايتها المعنية بعمليات القتل خارج نطاق القانون، في مقابلة مع الصحيفة البريطانية، إن "زميلاً لها في الأمم المتحدة نبهها في يناير/كانون الثاني 2020، إلى أن مسؤولاً سعودياً كبيراً قد تفوه مرتين بتهديد متعلق بها في اجتماع مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة الآخرين في جنيف في ذلك الشهر".
أضافت أن زميلها قد أبلغها بأن هذا المسؤول، الذي لم تسمه، أشار إلى أن هناك من يستطيع أن "يتولى أمرها، إذا لم يتم كبح جماحها من قبل الأمم المتحدة".
لدى سؤالها عن كيفية استقبال زملائها المقيمين في جنيف لهذا التعليق، قالت أغنيس كالامارد: "تهديد بالقتل. هذا ما فهمناه (من الكلام)".
كانت كالامارد، خبيرة حقوق الإنسان التي ستتولى هذا الشهر منصبها الجديد كأمين عام لمنظمة العفو الدولية، أول مسؤول يحقق علناً وينشر تقريراً مفصلاً عن مقتل خاشقجي عام 2018.
خلص تقرير كالامارد المكون من 100 صفحة، والذي نُشر في يونيو/حزيران 2019، إلى وجود "أدلة موثوقة" على أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ومسؤولين سعوديين كبار آخرين مسؤولون عن القتل، الذي وصفته بأنه "جريمة دولية".
شهادة زملاء للمحققة الأممية
عن تفاصيل التهديد، قالت أغنيس كالامارد إنه حدث خلال اجتماع "رفيع المستوى" بين دبلوماسيين سعوديين مقيمين في جنيف ومسؤولين تابعين للأمم المتحدة.
نقل زميل كالامارد لها أن أفراد الوفد السعودي انتقدوا عملها في مقتل خاشقجي، وسجلوا غضبهم من تحقيقها واستنتاجاتها. كما أثار المسؤولون السعوديون مزاعم لا أساس لها بأنها تلقت أموالاً من قطر.
عندما أعرب مسؤولو الأمم المتحدة عن قلقهم من هذه التهديدات، سعى باقى السعوديين الحاضرين لطمأنتهم بأن التعليق لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد.
غادرت المجموعة السعودية الغرفة، لكن كما أُبلغت كالامارد، بقي المسؤول السعودي الكبير الزائر في الخلف، وكرّر التهديد المزعوم لبقية مسؤولي الأمم المتحدة في الغرفة.