توفي، الإثنين 22 مارس/آذار 2021، أول أسير اعتقلته السلطات الإسرائيلية في تاريخ الثورة الفلسطينية، اللواء محمود بكر حجازي، الذي أصدر الاحتلال بحقّه حُكماً بالإعدام وحاول تصفيته، إلا أنه نجح في نيل حريته في عملية تبادل للأسرى نفذتها الفصائل الفلسطينية بعد اعتقاله بست سنوات.
ونعت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى بينها نادي الأسير، في بيان مشترك تلقت الأناضول نسخة منه، "حجازي"، حيث قالت: "في هذا اليوم نفتقد قامة وطنية، سطَّرت أسمى آيات التضحية والفداء، حيث ترك حجازي إرثاً نضالياً ووطنياً هاماً، منذ أن التحق بالثورة الفلسطينية".
كما نعى رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، في بيان صحفي، أول أسير لحركة فتح والثورة الفلسطينية، اللواء حجازي، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم، بعد صراع مع المرض.
أول أسير في تاريخ الثورة الفلسطينية
وذكرت الهيئة أن الراحل أبو بكر من مواليد مدينة القدس، وله 6 أبناء (3 ذكور و3 إناث)، كان قد اعتُقل في 17 يناير/كانون الثاني 1965، وتحرر في عملية تبادل نوعية للأسرى بين حركة فتح وحكومة الاحتلال الإسرائيلي في 28 فبراير/شباط 1971، أشرف عليها الرئيس الراحل ياسر عرفات، والقيادي في حركة "فتح" خليل الوزير (أبو جهاد) .
أضافت الهيئة: "كان أبو بكر حجازي أعزب عندما تم اعتقاله على خلفية انتمائه لحركة فتح وقيامه بتنفيذ عملية فدائية نوعية مع مجموعة من الفدائيين بنسف جسر مركزي بالقرب من بلدة بيت جبرين في الخليل كانت تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي ممراً رئيسياً لها".
وبينت الهيئة أنه "في حينها صدر عن المحاكم العسكرية الإسرائيلية بحق الأسير الأول حكم بالإعدام، حيث كان اعتقاله أيضاً في الزنزانة التي حملت الرقم 139 بسجن الرملة المركزي الذي أقامه الانتداب البريطاني لفلسطين لاعتقال وتعذيب رجال المقاومة الفلسطينيين والعرب".
وقالت الهيئة: "إن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية خلال الاعتقال عملت على اغتيال أبو بكر حجازي بأساليب ووسائل مختلفة، ومنها دس السم في الطعام، وكادت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تنجح في تصفية الأسير الذي تمزقت أمعاؤه في حينها بفعل السم الحاد".
وأوضحت أنه "تم جلب محامٍ فرنسي يدعى جاك فيرجيس؛ للدفاع عن أبو بكر حجازي في المحكمة العسكرية الإسرائيلية، وقد منعته إسرائيل من إتمام مهمته القانونية والأخلاقية والإنسانية، بسبب تصريحاته الإنسانية والأخلاقية والقانونية في حينها، بأن مكان الفلسطيني هو منصة الحكم وليس في قفص الاتهام".
وأشارت الهيئة إلى أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت سراح الأسير الأول للثورة الفلسطينية محمود بكر حجازي (أبو بكر) في عملية تبادل نوعية كأسير مقابل الأسير الإسرائيلي (صموئيل روزن فايزر) في 28 فبراير/شباط 1971، وحضور الهلال الأحمر الفلسطيني مقابل نجمة داود الحمراء، حيث أجرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترتيبات عملية التبادل في منطقة رأس الناقورة".
يُذكر أن عملية أسر الجندي الإسرائيلي صموئيل روزن فايزر تمت في المنطقة المطلة على الحدود اللبنانية الفلسطينية في 1 يناير/كانون الثاني 1970، وكان الجندي الإسرائيلي في فترة خدمته كحارس ليلي.