قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية "فتح"، جبريل الرجوب، السبت 30 مارس/آذار 2021، إنه "لن تكون هناك قائمة مشتركة" بين حركته وحماس لخوض الانتخابات المقبلة، وذلك بعد يومين من "تحذير مباشر" وجهه رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" للرئيس محمود عباس من مغبة خوض الانتخابات بمشاركة حركة حماس.
وخلال لقائه عبر تلفزيون فلسطين الرسمي، قال الرجوب إنه "لم يتم التشاور مع حماس على تشكيل قائمة ثنائية مشتركة"، مضيفاً أن "قرار اللجنة المركزية (لفتح) هو بناء جبهة وطنية عريضة، ونحن منفتحون على كل أبناء شعبنا".
لكن عاد ليؤكد: "نحن في فتح سنخوض هذه المعركة الانتخابية وحدنا، ولم نطرح على أي فصيل قائمة مشتركة".
وأضاف أن اللجنة المركزية لفتح ستجتمع الجمعة المقبلة، وتناقش أسماء مرشحي فتح للانتخابات.
كما شدد الرجوب على "استمرار إجراء الانتخابات، وعدم التراجع عنها، كطريق لإنهاء الانقسام السياسي وبناء وحدة فلسطينية".
وأردف: "لن نسمح للاحتلال بتعطيل العملية الانتخابية، وموقفنا ثابت تجاه مشاركة المقدسيين، ترشحاً وانتخاباً".
وأكمل: "وفي حال رفضت إسرائيل إجراء الانتخابات في القدس، فنحن نرى في العملية الانتخابية اشتباكاً ومعركة مع الاحتلال".
والسبت، بدأت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية (رسمية) استقبال طلبات الترشح للانتخابات التشريعية (البرلمانية)، على أن يغلق باب الترشح نهاية الشهر الجاري.
تهديد الشاباك
قناة "كان" الإسرائيلية كانت قد كشفت الجمعة عن لقاء جمع رئيس الشاباك نداف أرغمان برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في وقت سابق هذا الأسبوع.
في هذا اللقاء، وجّه رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "تحذيراً قوياً" وجهاً لوجه للرئيس الفلسطيني بعدم التوجه للانتخابات بمشاركة حماس.
من جانبه، أوصل رئيس الشاباك لأبومازن رسالة أكد فيها أن رئيس السلطة يرتكب أخطاء جسيمة سيجد صعوبة في التراجع عنها لاحقاً، وستؤدي لفقدان هيبته وقوته السياسية، حسب زعمه.
القناة أشارت كذلك إلى أنه تزامناً مع لقاء أرغمان وأبومازن، وصل مندوب أمريكي سراً إلى المقاطعة وقدم لأبومازن تحذيراً مماثلاً.
بحسب القناة، فإن خشية كبيرة تعيشها كل من إسرائيل والولايات المتحدة من أن تؤدي مفاوضات فتح وحماس التي عُقدت في القاهرة، وما ينجم عنها من حلول سياسية وانتخابات قريبة، إلى إعادة تموضع حماس في الضفة الغربية وتولي الحركة بعض الحقائب الوزارية في الحكومة الفلسطينية المقبلة.
مقترح حماس.. وانقسام فتح
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري قد اقترح على أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب، بالمشاركة بالانتخابات الفلسطينية ضمن قائمة مشتركة، وصيغة تضمن للحركتين تخصيص 40% من المقاعد لكل منهما، و20% أخرى لفصائل أصغر.
وعلى الرغم من أن هذا المقترح مرفوض من قبل الرئيس الفلسطيني، إذ يشترط في أي قائمة أن تكون لحركة فتح حصة 51% من المقاعد، إلا أن المفاوضات بين الطرفين ما زالت جارية.
في غضون ذلك، تلوح أزمة فتح الداخلية في أفق الاستعداد للانتخابات، حيث طرد أبومازن ابن شقيقة عرفات ناصر القدوة الذي كان وزيراً للخارجية، من الحركة هذا الأسبوع وأوقف تحويل الأموال إلى "مؤسسة عرفات" التي يرأسها القدوة.
فيما أوضح القدوة نفسه أنه ينوي ترأس قائمة مرشحين أمام القائمة الرسمية لفتح، كما أوضح مروان البرغوثي من زنزانته أن رجاله سيخوضون الانتخابات بمعزل عن القائمة التي وافق عليها أبو مازن وسيخوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في أغسطس/آب المقبل.
ليس هذا فقط، فهناك أيضاً محمد دحلان الذي يقضي وقته بين أبوظبي والقاهرة، وأوضح أنه ينوي خوض الانتخابات الفلسطينية تحت اسم "التيار الديمقراطي"، وهو ما قد يسحب من رصيد حركة فتح أيضاً.
محادثات القاهرة
والأربعاء، اختتمت الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة اجتماعات عقدتها ليومين ضمن الجولة الثانية من الحوار وناقشت خلالها الملفات المتعلقة بالانتخابات التشريعية، وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
ووقعت الفصائل المشاركة في الانتخابات، وفق البيان الختامي لاجتماعاتها، على ميثاق شرف تأكيداً على سير العملية الانتخابية بكافة مراحلها بشفافية ونزاهة، وأن يسودها التنافس الشريف بين القوائم المنافسة.
وستجرى الانتخابات التشريعية الفلسطينية لاختيار 132 نائباً يوم 22 مايو/أيار، وفق نظام التمثيل النسبي الكامل.
كما ستجرى انتخابات الرئاسة الفلسطينية يوم 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني (لفلسطينيي الخارج) في 31 أغسطس/آب.