اتهمت منظمة العفو الدولية، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، السلطات الصينية بفصل أطفال الإيغور عن آبائهم قسراً، وذلك من خلال نقل الصغار إلى دور الأيتام ومنعهم من الالتحاق بآبائهم، حسب ما ذكرته المنظمة في تقرير صدر الجمعة 19 مارس/آذار 2021.
منذ عام 2017، احتجزت الصين بصورة تعسفية، ما يقدر بنحو مليون أو أكثر من الأشخاص فيما يُسمَّى مراكز "التغيير من خلال التعليم" أو "التدريب الحرفي" في شينجيانغ، حيث يخضعون لشتى صنوف التعذيب وسوء المعاملة، وضمن ذلك التلقين السياسي والاندماج الثقافي القسري.
أطفال الإيغور محتجزون في دور أيتام
دعت منظمة العفو، في تقرير جديد، الصين إلى الإفراج عن جميع أطفال الإيغور الذين يتم احتجازهم في دور الأيتام من دون موافقة آبائهم. وتحدثت المنظمة إلى الآباء الذين تركوا أطفالهم مع أقاربهم في الصين عندما أجبروا على الفرار من البلد.
تقول المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن الصين احتجزت أكثر من مليون شخص من الإيغور.
كما واجهت الحكومة الصينية أيضاً مزاعم متعلقة بمجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان ضد شعب الإيغور وأقليات مسلمة أخرى، من ضمنها العمل القسري، والتعقيم القسري، والاعتداء الجنسي والاغتصاب واحتجاز أطفال الإيغور.
لكن الحكومة الصينية تنفي احتجاز الإيغور بمعسكرات اعتقال بمنطقة شينجيانغ الواقعة في الشمال الغربي من الصين. وتقول إن هذه المعسكرات ما هي إلا مرافق مهتمة بـ"إعادة التثقيف"، يتم استخدامها في مكافحة الإرهاب.
شهادات آباء أُرغموا على فراق أطفالهم
تحدثت منظمة العفو، في أعقاب القيود الصارمة التي وضعتها السلطات الصينية على الوصول إلى منطقة شينجيانغ، إلى أشخاص من الإيغور تمكنوا من الفرار من هذه المنطقة قبل اشتداد الحملة عليهم عام 2017.
قالت منظمة العفو، إن ميهريبان قادر وزوجها أبليكيم ميمتينين فرّا من منطقة شينجيانغ إلى إيطاليا في عام 2016 بعد تعرضهما لمضايقات الشرطة وضغوط للتنازل عن جوازَي السفر.
أضافت المنظمة أنهما تركا أربعة من أطفال الإيغور في رعاية جديهما المؤقتة، لكن الجدة نُقِلت إلى معسكر احتجاز، فيما استجوبت الشرطة الجد.
كما قالت ميهريبان قادر لمنظمة العفو، إن "أقاربنا الآخرين لم تكن عندهم الجرأة للاعتناء بأطفالنا بعد ما حدث لأبوي. خافوا من إرسالهم إلى المعسكر أيضاً".
قالت المنظمة، إنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 حصل الزوجان المسلمان على إذن من الحكومة الإيطالية لإحضار أطفالهما إلى البلد للعيش معهما، لكن الشرطة الصينية احتجزت الأطفال قبيل السفر وأرسلتهم إلى دار أيتام تديرها الدولة.
بينما أوضحت ميهريبان: "الآن أطفالي في عهدة الحكومة الصينية، وأنا واثقة بأنني قد لا أتمكن من الالتقاء بهم مرة أخرى في حياتي".
أطفال مفقودون وأجداد في معسكرات الاعتقال
فيما قالت منظمة العفو، إنّ عمر ومريم فروح اللذين فرا إلى تركيا في أواخر عام 2016، تركا ولديهما، في عمر خمس وست سنوات على التوالي مع جديهما بسبب أن الطفلين لم تكن لديهما وثائق سفر خاصة بهما.
اكتشفا الزوجان لاحقا أن الجدين اعتقلا وأرسلا إلى معسكر احتجاز، وبالتالي لم يسمعا أي أخبار عن طفليهما منذ ذلك الوقت.
فيما يطالب تقرير الأمم المتحدة الصين بالسماح لخبراء المنظمة الدولية المعنيين بملف حقوق الإنسان والباحثين المستقلين والصحفيين بالدخول إلى منطقة شينجيانغ بشكل كامل وبدون أي قيود، كما يدعو إلى الإفراج عن جميع أطفال الإيغور الذين تم احتجازهم بدون موافقة آبائهم في إطار لم الشمل.
إذ قال ألكان أكاد، الباحث في شؤون الصين بمنظمة العفو، إن "حملة الاحتجاز الجماعي التي لارحمة فيها بمنطقة شينجيانغ والتي تشنها الصين، تركت العائلات المشتتة في وضع لا تحسد عليه: لا يُسمح للأطفال بالمغادرة، لكن آباءهم يواجهون الملاحقة القضائية والاحتجاز التعسفي إذا حاولوا العودة إلى الصين بهدف الاعتناء بهم".