أمام التراجع المهول الذي أصاب أعداد السياح عبر العالم، بسبب جائحة كورونا، والأضرار الجسيمة التي لقيها قطاع السياحة، خاصة في المناطق التي تعتمد عليه كمصدر أساسي لمواردها، فكرت العديد من البلدان في حلول بديلة من أجل إنعاشه، وهو الأمر الذي حدث في الكاريبي، التي لجأت إلى سياسة تأمين جذابة، تتعلق بـ"الغرفة المجانية"، إذ إن فنادق الكاريبي الفخمة سترحب باستضافتك على حسابها، بشرط أن تكون بلا أعراض ولا تحتاج رعاية طبية مكثفة.
حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 18 مارس/آذار 2021، فإن هذا العرض المغري مقدم للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بعد سفرهم إلى الكاريبي، وذلك بعد أن وضعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، في الـ12 من يناير/كانون الثاني الماضي، اشتراطاً جديداً يُلزِم المسافرين جواً، من الواصلين إلى الولايات المتحدة عبر وجهات دولية، بأن يحصلوا على اختبار PCR سلبي أو خطاب طبي يُثبت تعافيهم من كوفيد-19 بعد الإصابة به.
الفنادق تدخل على الخط
لن تسمح لك الحكومة الأمريكية بركوب طائرةٍ تجارية حتى تتعافى بالكامل، لذا تدخّلت الفنادق في جميع أنحاء منطقة الكاريبي بسياسة تأمينٍ جذّابة: الغرف المجانية. وهي محاولةٌ لإنقاذ أعمالها التي تُعيد بناءها منذ فتح الحدود في صيف وخريف عام 2020.
فداخل منتجع Ladera الفاخر صديق البيئة بجزيرة سانت لوسيا، ستجد أن دخولك في حجرٍ صحي لمدة أسبوعين سيمنحك إقامةً مجانية قيمتها 12.600 دولار أمريكي، وخلالها ستتحصن داخل فيلا مع حمام سباحة. وفي الحرم الفاخر لفندق Rosewood Baha Mar الذي أُعيد افتتاحه في ناساو بجزر الباهاما يوم الرابع من مارس/آذار، قد تكون مقيّداً بجناحٍ سعره 1.565 دولاراً في الليلة، أي إنّك ستُكلّف الفندق قرابة 22 ألف دولار قبل احتساب طلبات خدمة الغرف الإلزامية من قائمة الطعام داخل الغرفة.
هذه مخاطرةٌ مالية شديدة بالطبع في حال تفشي الفيروس داخل أحد المنتجعات أو الفنادق، ولكنها مخاطرةٌ محسوبة تهدف إلى تشجيع المسافرين الذين يخشون احتجازهم أكثر من إصابتهم بالمرض.
سياسةٌ لها سابقة
حين أعادت جزر المالديف فتح حدودها في يوليو/تموز الماضي، عرض واحدٌ من أكبر منتجعاتها Soneva Jani توفير الحجر الصحي لمدة أسبوعين للضيوف الذين يُصابون بالعدوى خلال عطلتهم في المحيط الهندي. وجرى تدريب الفريق الطبي داخل الفندق على العناية بالمرضى الذين لا يُعانون أعراضاً أو لديهم أعراضٌ خفيفة، إلى جانب قوارب سريعة يُمكنها نقل أي شخص بحاجة لعنايةٍ مركزة إلى المستشفى في جزيرةٍ مجاورة.
يقول موقع الفندق: "نُذكّر ضيوفنا بضمان الحصول على تأمين السفر المناسب قبل زيارتهم".
وبدت الفكرة ثوريةً في ذلك الوقت، لأنّك لو أُصِبت بكوفيد-19، فلن تجد مكاناً أفضل للتعافي، من كوخٍ فوق الماء سعره 2.300 دولار في الليلة، مع فريقٍ جاهز لعرض الأفلام الممتعة وتقديم الوجبات الخاصة داخل كوخك.
والآن، بدأت الفنادق في الكاريبي والمكسيك فعل الشيء نفسه بسياسات مشابهة.
إذ يُقدّم فندق Nobu Hotel Los Cabos اختبارات كوفيد مجانية قبل السفر، للضيوف الذين حجزوا إقامة لثلاثة أيام على الأقل. ولكن في حال جاءت النتائج إيجابية -وكان الضيوف بلا أعراض- فسوف يسمح لهم الفندق بالحجر الصحي مجاناً في إحدى الغرف البسيطة لمدةٍ تصل إلى 14 يوماً. ويُضيف الفندق تكلفة تأمين المساعدة الطبية إلى أسعاره في الليلة، حتى يُغطي تكلفة العلاج بالمستشفى المحلي إن دعت الحاجة.
ثقة المستهلك
يتوقّع جريم ديفيس، رئيس Baha Mar، أن هذه العروض لن تُكلّف المنتجع أكثر من 1% من إجمالي الإيرادات الحالية، وهو ما يعتبره من نفقات التشغيل التي لا تُذكر، لأنّه بعد إجراء 40 ألف اختبار منذ إعادة الافتتاح في ديسمبر/كانون الأول؛ لم تتجاوز نسبة النتائج الإيجابية 0.002% أو شخصين من كل 1.000 شخص.
مهما كان الرقم، فهذه هي تكلفة ثقة المستهلك، إذ تقول هينلي فاسكيز، الرئيسة التنفيذية لوكالة السفر العائلي الفاخر Passported، إنّ مصدر القلق الرئيسي لعملائها الآن ليس إصابتهم بالمرض؛ بل احتجازهم خارج البلاد بعد الإصابة.
وتقول: "إنّهم يُريدون أن يعرفوا ما الذي سيحدث في حال إصابتهم بكوفيد-19 خارج البلاد". وقد يكون هذا صحيحاً بالتحديد مع المسافرين الذين تم تطعيمهم، فهم غير معرضين لخطر المرض الشديد من فيروس كورونا، ولكن نتائج اختبارهم قد تأتي إيجابيةً أيضاً.
نتيجةً لذلك، تسأل هينلي الفنادق عن خطط الطوارئ الخاصة بها قبل أن تحجز لأي عميل. وقد وجدت أنّ كافة المنتجعات الفاخرة لديها خطةٌ ما، سواءً أعلنت عن ذلك أم لا.