قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الخميس 18 مارس/آذار 2021، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليس نادماً على وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"القاتل"، هذا الأسبوع.
إذ قال بايدن، الأربعاء 17 مارس/آذار، إن الرئيس الروسي سيواجه عواقب توجيه جهود ترمي إلى التأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح دونالد ترامب، قبل أن يصفه بـ"القاتل"، وردَّ بوتين، الخميس، على تصريحات بايدن، بالقول إن المرء لا يرى إلا خصاله.
جين ساكي أوضحت أن بايدن ليس لديه ما يندم عليه، رداً على أسئلة عما إذا كان الرئيس قلِقاً من أن تكون تصريحاته قد أضرت أكثر بعلاقة بلاده المتوترة بالفعل مع روسيا.
كما أضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض، قائلة: "لن نعتمد على العقوبات فقط في تعاملنا مع روسيا، وهناك وسائل لن أفصح عنها"، وأوضحت أن هناك قرارات غير معلنة تجاه روسيا، وأن الرئيس من حقه الرد بالطريقة التي يختارها.
كيف ردَّ بوتين على وصفه بـ"القاتل"؟
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من الخميس، إن المرء لا يرى إلا خصاله، في تطور يدفع بالعلاقات السيئة بالفعل بين البلدين إلى مستوى متدنٍّ جديد.
كان بوتين يتحدث على شاشة التلفزيون بعدما ردَّ بايدن على سؤال طُرح عليه خلال مقابلة مع قناة "إيه.بي.سي" الإخبارية، عما إذا كان يعتقد أن الرئيس الروسي قاتل، قائلاً: "أعتقد ذلك".
وصف بايدن أيضاً بوتين بأنه بلا قلب، وقال إنه سيدفع ثمن التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، وهو أمر ينفي الكرملين حدوثه.
كما قال بوتين في رده على وصف بايدن له، إنه يعرف الرئيس الأمريكي شخصياً، وإنه يتمنى له صحة طيبة، وذلك في إشارة -على ما يبدو- إلى عمر بايدن البالغ 78 عاماً.
أضاف بوتين، أن كل بلد يضطر إلى خوض "أحداث دموية"، ملمحاً إلى أن الرئيس الأمريكي كان منافقاً في حديثه، وأن بايدن يتهم الرئيس الروسي بذنب اقترفه هو نفسه.
بوتين قال أيضاً: "أتذكر أيام طفولتي حين اعتدنا أن نردد: (من به عيب يراه في الآخرين). هذا ليس نابعاً من فراغ، ليس مجرد مقولة أو لهو أطفال. المعنى النفسي هنا عميق للغاية". وتابع: "نحن دوماً نرى خصالنا في الآخرين، ونعتقد أنهم فعلاً أمثالنا، ولهذا نقيّم أفعالهم ونصدر أحكاماً".
"تصريحات بايدن سيئة حقاً"
قال المتحدث باسم بوتين، بعد قليل من تصريحات الرئيس الروسي، إن بايدن أظهر أنه غير مهتم بإصلاح العلاقات مع موسكو والتي توترت على كل الأصعدة، خاصةً سوريا وأوكرانيا وسجن السياسي المعارض أليكسي نافالني.
سارع بايدن بتمديد معاهدة نووية رئيسية مع روسيا عقب توليه السلطة في يناير/كانون الثاني، لكن إدارته قالت إنَّ نهجها مع موسكو سيكون أشد من ذلك النهج الذي اتخذته الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب، وإنها لن تتعاون معها إلا في حالة وجود فائدة ملموسة للولايات المتحدة.
قال المتحدث ديمتري بيسكوف: "إنها تصريحات بالغة السوء. لقد أظهر الرئيس الأمريكي بوضوح، أنه لا يرغب في تحسين العلاقات مع بلدنا… سنعمل الآن من هذا المنطلق".
أضاف للصحفيين مُعلقاً على تصريح بايدن: "لم يحدث أمر كهذا بالقطع على مر التاريخ". وقال قنسطنطين كوساتشيوف نائب رئيس مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي، إن استدعاء موسكو سفيرها كان الخطوة المنطقية الوحيدة الممكن اتخاذها في مثل هذه الظروف.
تابع قائلاً في منشور على فيسبوك: "أعتقد أنها لن تكون الأخيرة ما لم يصدر تفسير أو اعتذار من الجانب الأمريكي".
كما قال إنَّ "مثل هذا التقييم غير مسموح بأن يصدر على لسان رجل دولة بهذه المكانة. مثل هذه التصريحات غير مقبولة تحت أي ظرف من الظروف"، وأضاف أن هذه لحظة فاصلة في العلاقات الأمريكية الروسية.