يرفض الجميع الإقامة به، وتنفق عليه طوكيو 1.5 مليون دولار سنوياً.. قصة القصر المهجور في اليابان

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/18 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/18 الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، إن اليابان تنفق سنوياً أكثر من 160 مليون ين ياباني (1.40 مليون دولار أمريكي تقريباً) من أجل صيانة قصر مهجور مخصص لرئيس الحكومة، وهو ذو طراز معماري زخرفي معاصر، ويقع بالقرب من مكتب رئيس الوزراء بالعاصمة طوكيو.

حيث يمتنع رؤساء الحكومات المتتالية في اليابان، طوال عقد تقريباً، عن العيش في المقر الرسمي في طوكيو، حتى لو عنى ذلك التنازل عن أحد الاستحقاقات الأساسية المرتبطة بالمنصب، فيما تُثار أقاويل وتقارير مختلفة حول وجود أشباح في هذا القصر، وأن هذا الأمر هو الذي يحولُ دون تواجد رؤساء الحكومات فيه.

قصر مثير للجدل

هذا القصر المثير للجدل، والمعروف باسم "سوري كوتاي"، لم يُستخدَم منذ العام 2012، حين وصل شينزو آبي، رئيس الوزراء صاحب أطول فترة ولاية، إلى السلطة للمرة الثانية.

فقد فضَّل آبي البقاء في منزله الخاص في طوكيو، وهو القرار الذي أثار شائعات وافتراضات طوال السنوات الماضية، تراوحت بين العادية، مثل أن القصر الرحيب يفتقر إلى سبل الراحة المنزلية، إلى الخارقة للطبيعة؛ إذ ترتبط بالقصر العديد من قصص الأشباح، وبلغت الشائعات الحد الذي اضطر معه مكتب آبي إلى إصدار بيان رسمي يشدد فيه على "عدم علمه" بسمعة القصر الشنيعة.

الصحيفة البريطانية لفتت إلى أن رئيس الوزراء الياباني الحالي، يوشيهيدي سوغا، يواجه ضغوطاً من أحزاب المعارضة بسبب قراره بالسير على خطى آبي (أو عدمه). ويمتلك سوغا أيضاً منزلاً يقع على مسافة قريبة من مكتبه، ولم ينتقل بعد إلى قصر سوري كوتاي، بالرغم من مرور 6 أشهر على وصوله إلى السلطة.

كان سوغا (71 عاماً) قد فاز برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان خلال شهر سبتمبر/أيلول 2020، في أعقاب استقالة آبي، لظروف صحية. وصدّق البرلمان الياباني في 16 سبتمبر/أيلول 2020 على فوز سوغا.

فيما أثار يوشيهيكو نودا، الذي شغل منصب رئيس الوزراء من 2011 إلى 2012، وكان آخر شخص يعيش في المنزل، القضية في البرلمان شهر فبراير/شباط الماضي بعد زلزال قوي بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر، الذي تسبب بأضرار هيكلية في شمال شرق اليابان، منوهاً بأن رئيس الوزراء استغرق 20 دقيقة للوصول إلى مكتبه من منزله لعقد اجتماع طارئ.

إذ تساءل نودا: "على الرغم من أن القصر يقبع خاوياً، تتكلف صيانته نحو 160 ين يابانياً، لا أفهم لماذا لا تنتقل إليه؟".

تجدر الإشارة إلى أن القصة الكاملة والحقيقية وراء إحجام سوغا عن الانتقال للقصر، لا يعرف على وجه الدقة إذا ما كانت تعود إلى قصص الأشباح المرتبطة به إلى سنوات عديدة، ولها صلة بالتاريخ الدموي وعدد من الأحداث التي وقعت على الأرض حيث شُيد المبنى.

تاريخ دموي للقصر

من جهته، قال راجارام باندا، الخبير في الشؤون اليابانية في متحف ومكتبة نهرو التذكارية في نيودلهي، في حديث لصحيفة The Independent، إنه تردد أن رئيس الوزراء السابق، جونيشيرو كويزومي، كان قد دعا كاهناً من طائفة الشنتو لأداء طقوس طرد الأرواح الشريرة من المنزل عندما كان رئيساً للحكومة في العام 2001.

باندا أضاف: "منذ ذلك الحين اكتسب هذا الاعتقاد رواجاً، وأثارت وسائل الإعلام اليابانية والمعارضة هذه القضية مع عزوف رؤساء الوزراء المتعاقبين عن البقاء في ذلك المنزل".

جدير بالذكر أن التاريخ الدموي للقصر يعود إلى عام 1932 عندما اغتالت مجموعة من ضباط البحرية رئيس الوزراء آنذاك تسويوشي إينوكاي، وحاولوا تنفيذ انقلاب عسكري. ثم جرت محاولة انقلاب أخرى بعد 4 سنوات قُتِل خلالها 5 أشخاص بالرصاص في المنزل، بمن فيهم صهر رئيس الوزراء آنذاك كيسوكي أوكادا.

فضلاً عن ذلك، شهد المقر الرسمي لرئيس الوزراء الذي شُيد عام 1929، عدداً من أعمال التمرد العسكرية المختلفة.

بينما يُقَال إنَّ المبنى لا يزال يحتوي على تذكارات مادية لهذا التاريخ، بما في ذلك ثقوب الرصاص وآثار الحرائق التي أُبقي عليها بوصفها أدلة.

تحميل المزيد