تعرضت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة، الإثنين 15 مارس/آذار 2021، لهجوم خطير باستعمال مادة كيميائية مجهولة، دفعت عدداً كبيراً من طاقمها للبقاء في مقر العمل وعدم مغادرتها، مخافة التعرض لإشعاعات خطيرة، وذلك بعد أن ألقيت هذه المادة عند مدخل مقرها في العاصمة الروسية موسكو، وذلك حسب ما أكدته الصحيفة في بيان.
حسب تقرير لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، الثلاثاء 16 مارس/آذار، فإن القائمين على هذه الصحيفة، التي تعرضت لهجوم عنيف في العديد من المناسبات، قاموا بإجلاء العديد من العناصر من المقر، خاصة الذين يعانون من الحساسية، أو من أمراض تنفسية، خشية تطور وضعهم الصحي.
في السياق نفسه، أكد رئيس تحرير الصحيفة ديمتري موراتوف، أنه جراء هذا الهجوم الخطير، لم يتمكن طاقم الصحيفة من التنقل عبر الطوابق ولا الخروج، بينما تشرع أجهزة الأمن الفدرالي لروسيا الاتحادية "إف إس بي"، في تحليل هذه المادة المجهولة، بعد أن فتحت تحقيقاً للوقوف على ملابسات الهجوم.
ويرجح أن يكون للهجوم علاقة بتحقيق سابق للصحيفة، يعود لعام 2016، كشف عن تورط مرتزقة مفترضين من مجموعة فاغنر الروسية للأمن الخاص في قضية قتل سوري في العام 2017 بوحشية كبيرة، كما تزامن أيضاً برفع ثلاث منظمات غير حكومية في البلاد شكوى ضد المنظمة.
تحقيق هذه الصحيفة المزعجة في روسيا، كشف عن قيام مرتزقة هذه العصابة الروسية، التي لها سمعة سيئة في مناطق النزاعات، بالاعتداء بطريقة وحشية على شخص سوري، بعد أن ضربوه بالمطرقة ومزقوه، ثم أحرقوا جثته، قبل أن يعلقوا رأسه في عمود.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها هذه الصحيفة عن تجاوزات عصابات روسية، فقد سبق لتحقيقات أن عرت عن تجاوزاتها في الشيشان والأقليات هناك، وهو الأمر الذي أثار حينها جدلاً واسعاً.
كما أن هذا الاعتداء ليس هو الأول من نوعه الذي تتعرض له صحيفة "نوفايا غازيتا" التي تأسست عام 1993، فقد تعرضت للعنف والترهيب بل للاغتيال أيضاً، إذ قتل عدد من صحفييها، أبرزهم آنّا بوليتكوفسكايا التي كانت متخصصة في تغطية النزاع في الشيشان وقُتلت بالرصاص أمام منزلها عام 2006.
قبل نحو عامين، وبالضبط سنة 2018، تم إرسال رأس ماعز وإكليل من الورد إلى مقر هيئة التحرير، كشكل من أشكال التهديد.