قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرغ، الثلاثاء 16 مارس/آذار 2021، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مهتمة بأوضاع حقوق الإنسان في مصر أكثر من الإدارات السابقة، معتبراً أن مواقف إدارة الرئيس السابق ترامب انتهت بمجرد وصول بايدن للحكم.
وربيرغ وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر"، استخدم مثلاً شعبياً دارجاً في المنطقة العربية لا سيما في مصر، وهو "اللي فات مات"، للإشارة إلى أن طريقة التعامل السابقة من أمريكا مع السلطة الحاكمة بمصر انتهت برحيل ترامب.
ففي إجابته عن سؤال المذيع حول اعتبار ترامب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "ديكتاتوره المفضل"، وما إذا كانت إدارة بايدن تنظر للسيسي على هذا النحو، قال وربيرغ: "اللي فات مات".
أضاف وربيرغ: "نحن الآن في إدارة بايدن والولايات المتحدة لديها علاقات تاريخية وقوية مع مصر منذ عقود، ولكن هذا لا يعني أن أمريكا ستغض الطرف عن مواضيع مرتبطة بحقوق الإنسان، وحرية التعبير والصحافة".
كذلك أشار المتحدث الأمريكي إلى أن هناك إجراءات يمكن لواشنطن أن تتخذها للتعبير عن قلقها بشأن حقوق الإنسان في مصر وغيرها من الدول، مضيفاً أنه "لا يريد أن يستبق أي قرار من قبل البيت الأبيض أو وزارة الخارجية".
كان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد قال الجمعة 12 فبراير/شباط 2021، إنه لا يرى "مجالاً لأي قلق أو تفاؤل" بخصوص التعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، في ظل استكشاف العلاقة حالياً بين القاهرة وواشنطن.
شكري علّق على ما يقال عن وجود قلق لدى الخارجية بشأن إدارة بايدن، فأجاب: "القلق ليس له محل في إطار العلاقات الدولية، لكن الإدارة لم توضح موقفها بعد إزاء العديد من القضايا الإقليمية، وعلينا أن نستكشفها، وحينها نقيم ونحكم على المسار والاحتياج المشترك للعمل على مواجهة التحديات".
من جانبهم، يعول معارضون مصريون على إدارة بايدن في الضغط على القاهرة بشأن الملف الحقوقي، لا سيما في يتعلق باعتقال السياسيين والنشطاء في ظروف سيئة.
كان بايدن قد انتقد السيسي في يوليو/تموز 2020، ووصفه بأنه "ديكتاتور ترامب المفضل"، وتوعّد حينها أيضاً بأنه لن يكون هناك المزيد من الدعم للسيسي، إذا ما فاز في انتخابات الرئاسة.
كذلك كان بايدن قد انتقد بشدة اعتقال وتعذيب نشطاء في مصر، متوعداً حينها الرئيس المصري بالقول: "لن يكون هناك شيكات على بياض للديكتاتور المفضل لدى ترامب"، وفق تعبيره.
يتوقع محللون أنه مع وصول بايدن لسدة الرئاسة في أمريكا، يمكن أن تتعرض القاهرة لمزيد من الضغوط بسبب ملفات حقوق الإنسان، والتي قد تأخذ حيزاً كبيراً في علاقة الإدارة الديمقراطية مع السيسي، بعد أن تغاضى ترامب تماماً عن هذا الملف طوال فترة رئاسته.
وكان بايدن عندما أعلن ترشيح نفسه العام الماضي، قد قال إن "القيم الأساسية لهذه الأمة ومكانتنا في العالم، وكل ما جعل من أمريكا أرض الحرية والديمقراطية في خطر كبير الآن (تحت رئاسة ترامب)".
يأتي ذلك بينما يقبع الآلاف من المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والمحامين المؤيدين للديمقراطية في السجون المصرية، ما أدى إلى إدانة واسعة النطاق من مختلف المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.