أكدت رسالة نُشرت على حساب السياسي المعارض للكرملين على إنستغرام، يوم الإثنين 15 مارس/آذار، أن أليكسي نافالني محتجز في معسكر اعتقال، في منطقة فلاديمير الروسية شمال شرق موسكو، يُعرف برقابته المشددة على السجناء، وفق ما ذكره موقع صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ لم يكن موقع نافالني معروفاً على وجه الدقة بعد أن قال فريقه القانوني الأسبوع الماضي إنه نُقل من سجن كولتشوغينو القريب ولم يُعلَموا بالمكان الذي سيُرَحَّل إليه، فيما اشارت تقارير سابقة إلى أن السلطات نقلت نافالني إلى سجن شديد الحراسة خارج موسكو.
نافالني: الجميع مراقب
قال نافالني في منشور له على موقع إنستغرام مرفق بصورة قديمة له بقصة شعر قصيرة: "عليّ أن أعترف بأن نظام السجون الروسي تمكّن من مفاجأتي". وأضاف: "لم يكن لديّ أدنى فكرة أنه يمكن إقامة معسكر اعتقال حقيقي على بعد 100 كيلومتر من موسكو".
كما أضاف المعارض الروسي أنه في مستعمرة العقوبات رقم 2 في بلدة بوكروف بمنطقة فلاديمير: "برأس تمت حلاقته مؤخراً". وأكدت محامية نافالني أولغا ميخائيلوفا أنها تمكنت من زيارته في المستعمرة.
كتب نافالني في منشوره أن "كاميرات الفيديو موجودة في كل مكان، والجميع مراقب وأقل المخالفات يُبلغ عنها". وأضاف: "أعتقد أن أحدهم في الطابق العلوي قرأ رواية أورويل 1984 وقال لنفسه:"رائع. لنفعل ذلك. التأهيل عن طريق تجريدهم من إنسانيتهم".
لا يعامل فيه السجناء "مثل البشر"
نافالني قال أيضاً إنه لم ير حتى الآن أي إشارات تدل على العنف في المستعمرة، لكن "توتر السجناء" جعله "يصدق بسهولة" التقارير السابقة التي أفادت بالتعامل الوحشي في هذا السجن.
فقد كان الناشط كونستانتين كوتوف، الذي قضى قرابة عامين في المستعمرة لانتهاكه قواعد الاحتجاجات، قد قال مطلع هذا الشهر لوكالة فرانس برس عن هذا المعتقل إنه بيئة لا يُعامل فيها السجناء "مثل البشر".
في فبراير/شباط، طالبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان موسكو بالإفراج عن السياسي المعارض خوفاً على حياته، لكن موسكو سارعت إلى رفض مطالبتها.
قال المعارض الروسي في منشوره على إنستغرام إن رجلاً يوقظه ليلاً "كل ساعة" ويلتقط له صورة ويعلن أن المتهم، الذي "ينزع إلى الهرب"، لا يزال في زنزانته.
تضارب الأنباء حول مكان المعارض الروسي
قبل ذلك بأيام قال أحد المحامين عن المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني إن السلطات الروسية نقلت موكله من السجن الذي نزل فيه بمنطقة فلاديمير الروسية الشهر الماضي إلى مكان غير معلوم، حسب ما نقلته وكالة رويترز الجمعة 12 مارس/آذار.
كانت السلطات قد احتجزته في البدء بسجن كولتشوجينو في منطقة فلاديمير شمال شرقي موسكو. وقالت وكالة تاس للأنباء نقلاً عن مصدر بقوات إنفاذ القانون في ذلك الوقت إن نافالني محتجز هناك لفترة حجر صحي قبل نقله إلى المؤسسة العقابية آي.كيه-2 وهي في منطقة فلاديمير أيضاً.
إذ قال فاديم كوبزيف، أحد محامي نافالني، إنه زار موكله الخميس 11 مارس/آذار لكن محامياً آخر حاول رؤيته اليوم الجمعة لكن قيل له في النهاية إن المعارض الروسي تم نقله إلى مكان آخر. وقال كوبزيف لرويترز: "قال (مسؤولو) السجن إنه غير موجود هناك ولا شيء آخر". وقال كوبزيف إن نافالني كان بصحة جيدة عندما رآه قبل ذلك بيوم.
احتجاز واحتجاجات
يُذكر أنه في منتصف يناير/كانون الثاني، احتجزت الشرطة معارض الكرملين بعد فترة وجيزة من هبوطه في مطار موسكو قادماً من ألمانيا، التي كان يعالج بها من تسمم شبه مميت بغاز أعصاب يعود للحقبة السوفييتية.
فيما أكد الناشط المناهض للكسب غير المشروع، الذي اكتسب شهرة بعد تحريه عن أصول ثروة النخب الروسية، أن هذا التسمم تم بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.
بينما نفى الكريملين هذه المزاعم أكثر من مرة، على أنه لم يفتح تحقيقاً في هذه القضية بعد.
كان اعتقال نافالني قد أدى إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات في أنحاء روسيا قمعتها الشرطة بوحشية. وطالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإطلاق سراحه.