زعم جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أنّ العالم يشهد المراحل الأخيرة من الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك في أول تعليقاته المنشورة منذ نهاية فترة إدارة ترامب، وكان ذلك على صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، حيث اعتبر أن النزاع استمر لفترةٍ طويلة بسبب "الأسطورة" القائلة بأنه سينتهي فقط في حال نجح الطرفان في تسوية خلافاتهما، بينما اختزل الأمر في كونه "نزاعاً عقارياً" حسب زعمه.
حسب تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 16 مارس/آذار 2021، فإن صهر دونالد ترامب، ذهب في المناسبة نفسها إلى أن "اتفاقيات إبراهيم كشفت أنّ ذلك الصراع هو مجرد نزاعٍ عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا حاجة إلى تعطيل علاقات إسرائيل مع بقية العالم العربي بسببه".
أشاد بسياسات بايدن!
في حديثه عن السياسة الأمريكية الأوسع، أثنى كوشنر على إدارة بايدن لوضعها الصين على قائمة الأولويات- وهو الإرث الذي يزعم أن دونالد ترامب تركه بتغييره للمواقف تجاه ذلك البلد وسلوكه، لكنه أضاف أنّه من الخطأ عدم البناء على هذا التقدم في الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى اتفاقيات السلام بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وكوسوفو، أشار كوشنر إلى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية داعش والتوسط في إنهاء الصراع بين قطر وبين المملكة العربية السعودية باعتبارها من نجاحات إدارة ترامب.
كما أشار كذلك إلى أنّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية بات على مرمى البصر، من أجل تشكيل جبهةٍ متحدة لتحدّي إيران.
إيران والشرق الأوسط
على الصحيفة ذاتها، كتب كوشنر أيضاً أنّ خطوة فريق بايدن الافتتاحية للعمل مع أوروبا والعودة إلى اتفاق إيران هي خطوة دبلوماسية ذكية، رغم أنّها أزعجت الكثيرين.
وأوضح: "كشفت إدارة بايدن حقيقة إيران. وكشفت للأوروبيين أنّ تلك الصفقة انتهت ولم يعُد أمامنا سوى وضع إطار عمل جديد لتحقيق الاستقرار مستقبلاً. وحين طلبت إيران هديةً لمجرد بدء المفاوضات، فعل الرئيس بايدن الشيء الصحيح ورفض".
كما جادل بأن إيران تتظاهر بالقوة وأن أمريكا يجب أن تصبر وتصر على أن تشمل أي صفقة عمليات تفتيش نووية حقيقية ونهايةً لتمويل إيران للميليشيات الأجنبية.
كوشنر احتفى بإدارة والد زوجته ودوره في تلك المفاوضات بين إسرائيل والدول العربية، مجادلاً بأنّهم سلّموا جو بايدن نجاحاً يمكنه البناء عليه.
قبل أن يختتم حديثه قائلاً: "كل شيءٍ جاهز. ولو كانت إدارة بايدن ذكية، فسوف تستغل هذه الفرصة التاريخية وتطلق العنان للإمكانات الكامنة في الشرق الأوسط، وتحمي أمريكا، وتساعد المنطقة في قلب صفحة جيلٍ من الصراعات وعدم الاستقرار. حان الوقت لبدء فصلٍ جديد من الشراكات، والرخاء، والسلام".
كوشنر وترامب
في تقرير لها، نشرته، الجمعة 5 مارس/آذار 2021، ذكرت شبكة CNN الأمريكية، نقلاً عن مصادر أمريكية، أن جاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فك ارتباطه مع الأخير، ولم يعُد مدرجاً بشكل خاص على قائمة المستشارين المُقربين منه، كما كان في السابق.
حيث قال العديد من الأشخاص الذين عملوا مع كوشنر عن قرب في البيت الأبيض أو المطلعين على طريقة تفكيره، إنه قرّر الانسحاب من المشهد. وصرّح أحد الأشخاص: "في الوقت الحالي، قرّر أن ينأى بنفسه بعيداً عن السياسة"، مردداً بذلك فكر زوجته إيفانكا ترامب التي خرجت من فقاعتها السياسية بالكامل وطلبت من أصدقائها وزملائها عدم الحديث عن واشنطن بعد الآن.
بينما ذهبت مصادر أخرى إلى التأكيد على أن غياب كوشنر عن المشهد السياسي الأمريكي، لن يكون سوى "سحابة صيف عابرة"، مع تأزم الأوضاع بالنسبة لترامب، بينما يرجح أن يعود إلى الواجهة من جديد في حال ما قرر والد زوجته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.