يزور الرئيس التونسي قيس سعيّد ليبيا، الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، في أول زيارة لرئيس دولة إلى البلاد منذ تولي السلطة التنفيذية الليبية المؤقتة منصبها، إذ قال الثلاثاء، بيان للرئاسة التونسية: "يؤدي رئيس الجمهورية قيس سعيد، الأربعاء، زيارة رسمية إلى دولة ليبيا الشقيقة".
زيارة قيس سعيد المنتظرة إلى ليبيا تعتبر أول زيارة لرئيس تونس إلى البلد الجار منذ عام 2012، والأولى أيضاً منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، ونظام زين العابدين بن علي.
أول زيارة لرئيس تونسي منذ 2012
وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة تونسية، فإن زيارة قيس سعيد إلى ليبيا تأتي في إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطي في ليبيا، وربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين.
كما تمثل الزيارة مناسبة لإرساء رؤى وتصورات جديدة، تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس وطرابلس، وتؤسّس لتضامن شامل يُلبّي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء، بحسب ما أورد البيان.
في وقت سابق، أكد الرئيس التونسي أن "حل الأزمة لا يمكن إلّا أن يكون ليبيّاً-ليبيّاً"، مشيراً إلى أن "الحلول لا بد أن تكون سلمية للأزمة في ليبيا، لأن الحروب لا تخلّف سوى الضغائن… الحل في ليبيا يتمثّل في استعادة الشعب سيادته الكاملة على كل أراضيه، ولا مجال للوصاية عليه تحت أي شكل أو عنوان".
كما أوضح أن مسألة التقسيم في ليبيا مرفوضة تماماً، حيث "سيكون خطراً على المنطقة بأكلمها"، واقترح الرئيس التونسي على الأطراف الليبية عدم ترشح المشاركين في إدارة المرحلة الانتقالية لأي مناصب في المرحلة التالية، وأكد على ضرورة تحديد موعد للانتخابات المقبلة في البلاد.
بعد تسلُّم سلطة ليبيا الجديدة مهامها
من المنتظر أن تتسلم كل من حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مهامها رسمياً، الثلاثاء 15 مارس/آذار، وفق متحدث رسمي ومصادر للأناضول.
قال محمد حمودة، المتحدث باسم الحكومة الجديدة، للأناضول، إن "حكومة الوحدة الوطنية ستتسلم مهامها رسمياً الثلاثاء".
كما أوضح أنَّ مراسم التسليم والتسلُّم ستُجرى في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة طرابلس (غرب)، وسيحضرها رئيس المجلس الرئاسي الحالي لحكومة الوفاق فائز السراج، ونوابه.
بدورها، قالت مصادر في المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الجديد، طلبت عدم الكشف عن هويتها، للأناضول، إن المنفي سيتسلم مهامه خلال المراسم نفسها التي ستتسلم فيها الحكومة مهامها.
في 5 فبراير/شباط الماضي، انتخب ملتقى الحوار السياسي، برعاية الأمم المتحدة، سلطة تنفيذية موحدة، تضم حكومةً ومجلساً رئاسياً، لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
يأمل الليبيون أن تُسهم السلطة الموحّدة في إنهاء سنوات من الصراع المسلح، جراء منازعة ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر للحكومة المعترف بها دولياً على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
تعاون تونسي ليبي
من جهة أخرى، تسلمت تونس دفعة ثانية من أقارب مواطنين لها قاتلوا في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، كانوا متواجدين بمراكز إيواء في ليبيا، بحسب منظمة حقوقية تونسية.
جاء ذلك في تصريحات للأناضول، أدلى بها مصطفى عبدالكبير، رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان (غير حكومي)، مساء الإثنين 15 مارس/آذار.
إذ قال: "تم مساء الإثنين في معبر "راس جدير" الحدودي مع ليبيا، تسلم دفعة ثانية من أقارب الإرهابيين التونسيين، الذين كانوا موجودين بعدد من المراكز الليبية". وأضاف أن "المجموعة تتكون من 8 أشخاص، وهم 5 أطفال و3 نساء".
مصطفى عبدالكبير أوضح أنه تم الاحتفاظ بالنساء في مراكز تابعة للسلطات التونسية، لاستكمال عمليات التحري الأمني، في حين تم إيواء الأطفال في مراكز إيواء تابعة للجنة الوطنية التونسية المهتمة بهذا الملف (اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب/ حكومية).
بحسب عبدالكبير، فإنه تم الاتفاق مع الجانب الليبي على تسليم بقية أقارب الإرهابيين التونسيين الموجودين في مراكز إيواء ليبية على 3 دفعات أخرى. ولم يحدد العدد الإجمالي للمواطنين التونسيين الموجودين بمراكز إيواء أقارب الإرهابيين في ليبيا.