كشف خبراء بوزارة الري والموارد المائية السودانية، يوم الثلاثاء، 16 مارس/آذار 2021 عن تفاصيل التدابير التي ترتبها البلاد من أجل مواجهة آثار الملء الثاني لسد النهضة من جانب أديس أبابا خلال أشهر قليلة مقبلة.
جاء ذلك خلال ورشة حول آثار السد، شارك فيها خبراء بوزارة الري بمدينة كوستي مركز ولاية النيل الأبيض، وفق وكالة السودان للأنباء.
تدابير لمواجهة الأزمة
قالت الوكالة الرسمية إن خبراء وزارة الري والموارد المائية وضعوا تدابير لمواجهة آثار الملء الثاني لسد النهضة، تشمل ضرورة الاحتفاظ بمخزون مائي ببحيرة سد الروصيرص بمعدل 900 مليون متر مكعب لاستخدامه في يوليو/تموز المقبل.
خزان الروصيرص، هو سد كهرومائي خرساني يحمل اسم المدينة السودانية ذاتها، ويبعد حوالي 20 كم عن "سد النهضة"، و550 كم عن العاصمة الخرطوم.
تابعت الوكالة أن التدابير تتضمن أيضاً الاحتفاظ بمخزون مائي ببحيرة جبل أولياء ما بين 600 ـ 700 مليون متر مكعب مع استمرار الملء وكذلك تعديل تشغيل السدود لتتواءم مع التدابير اللازمة وتخفيف أقصى ما يمكن من متطلبات التشغيل.
في حين دعا خبراء وزارة الري لتبليغ المواطنين بخصوصية هذا العام الاستثنائي مع أهمية عمل ترتيبات استثنائية، إضافة لتمليك المعلومات والبيانات التفصيلية للجميع فور توفرها، على حد قولهم.
كما أفادت الوكالة بأن خبراء وزارة الري السودانية استعرضوا الآثار المترتبة على ملء سد النهضة.
أشاروا إلى "التحوطات والتدابير التي اتخذتها الوزارة عقب إجراء الدراسات العلمية المتأنية للخروج بأقل الخسائر في مجالات توفير مياه الشرب وتوليد الكهرباء والإنتاج الزراعي".
دعوات لخطوات ملموسة
شارك في الورشة وفد برئاسة مدير الخزانات بوزارة الري معتصم العوض محمد ومديري خزان مروي وجبل أولياء حسن أمين والطيب الزين.
ياتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه السودان، الاتحاد الإفريقي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الخلاف بشأن سد النهضة الإثيوبي قبل "فوات الأوان".
جاء ذلك لدى لقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، سفير الاتحاد الإفريقي لدى الخرطوم، محمد بلعيش، حسب وكالة الأنباء السودانية.
قالت المهدي إن عدم التزام الجانب الإثيوبي باتفاق ملزم بشأن الملء يهدد ملايين السودانيين وستكون له عواقب وخيمة لا يمكن تداركها مستقبلاً. وشددت على ضرورة اتخاذ الاتحاد الإفريقي خطوات ملموسة لحل الخلاف قبل فوات الأوان.
فيما قال بلعيش، إن "الاتحاد الإفريقي سيواصل جهوده الرامية لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف فيما يخص مفاوضات السد"، بحسب المصدر ذاته.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من إثيوبيا بشأن ذلك الموقف السوداني.
وساطة رباعية
في وقت سابق الإثنين، أعلن السودان، أنه بعث بخطابات رسمية إلى كل من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لتشكيل آلية رباعية للوساطة في مفاوضات سد "النهضة"، رغم رفض أديس أبابا هذا المقترح قبل أسبوع.
إذ تصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني للسد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي؛ حفاظاً على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل ومنشآتها المائية.