دول أوروبية جديدة تُعلّق استخدام “أسترازينيكا”.. مخاوف من آثار جانبية “خطيرة” للقاح

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/15 الساعة 18:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/15 الساعة 18:57 بتوقيت غرينتش
فرق تعقيم في شوارع باريس بعد إعلان فيروس كورونا "جائحة"، مارس 2020/ رويترز

أعلنت ألمانيا وهولندا وإندونيسيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، الإثنين 15 مارس/آذار 2021، تعليق التطعيم بلقاح أسترازينيكا البريطاني المضاد لفيروس كورونا؛ لمخاوف طبية، خاصة في ظل القلق من الآثار الجانبية المحتملة لهذا اللقاح.

يشار إلى أن دولاً أوروبية عدة سبقتها إلى اتخاذ هذا الإجراء، بعدما تحدثت عن احتمال أن تكون له آثار جانبية "خطيرة"؛ مما دفع بحملة التطعيم المتعثرة بالفعل في أوروبا إلى الفوضى.

حيث قررت وكالة الأدوية الإيطالية (AIFA)، مساء الإثنين، تعليق التطعيم بلقاح أسترازينيكا، منوهة إلى أن هذه الخطوة "مؤقتة"، وأنها تأتي "كإجراء احترازي".

كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة باريس، تعليق بلاده التطعيم بلقاح أسترازينيكا، لافتاً إلى أن هذا القرار تم اتخاذه بناء على توصية وزارة الصحة كإجراء احترازي، وأملاً في إمكانية استئنافه بسرعة إذا سمح رأي وكالة الأدوية الأوروبية بذلك.

ماكرون أشار إلى أن "قرار التعليق سيبقى سارياً حتى إدلاء الوكالة برأيها بشأن اللقاح المذكور".

تأجيل إطلاق حملة التطعيم

كذلك، أعلن وزير الصحة الإندونيسي، بودي جونادي صادكين، الإثنين، تأجيل إطلاق حملة التطعيم بلقاح أسترازينيكا، وقال: "من باب الحيطة والآمن، سنؤجل استخدام هذا اللقاح إلى حين صدور تأكيد من منظمة الصحة العالمية".

في السياق ذاته، قالت وزارة الصحة الألمانية، في بيان، إن قرارها تعليق استخدام اللقاح تم اتخاذه كإجراء "احترازي"، وبناء على توصية من معهد "باول إيرليش"، المسؤول في ألمانيا عن إصدار تصاريح اللقاحات.

البيان الألماني أوضح أن "الجلطات الدموية المبلَّغ عنها تتعلق بأوردة دماغية"، لكنها لم تحدد مكان وزمان وقوع الحوادث.

أما هولندا فقد علّقت استخدام لقاح أسترازينيكا حتى يوم 28 مارس/آذار الجاري، مشيرة إلى أنها بانتظار تحقيق معمّق أكثر بشأن تداعيات هذا اللقاح.

الضغط على زرّ التوقف

وقال وزير الصحة الهولندي، هوغو دي جونج: "يجب أن نتوخّى الحذر دائماً، ولهذا فإن من الحكمة الضغط على زرّ التوقف الآن، في إجراء احترازي".

بدورها، دافعت شركة أسترازينيكا عن اللقاح، قائلة إنها أجرت مراجعة تشمل أكثر من 17 مليوناً تلقوا اللقاح في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ولم تتوصل إلى أي أدلة على زيادة مخاطر الإصابة بجلطات الدم، لكنها شددت في المقابل على أن سلامة المرضى "أولوية قصوى".

مناشدات بعدم التوقف

فيما ناشدت منظمة الصحة العالمية الدول عدم وقف حملات التطعيم من المرض الذي أودى بحياة نحو مليونين و700 ألف في أنحاء العالم حتى الآن، لافتة إلى أن لجنتها الاستشارية تراجع التقارير المتعلقة بأثر اللقاح، وستنشر ما تخلص إليه، في أسرع وقت ممكن.

لكنها أشارت إلى أنه من غير المرجح تغيير توصيتها، الشهر الماضي، باستخدام اللقاح على نطاق واسع، بما يشمل دولاً قد تقلل فيها سلالة جديدة من كوفيد-19 ظهرت في جنوب إفريقيا، من فاعلية اللقاح.

لا دليل حتى اليوم

من جهته، قال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة، لوكالة رويترز: "لا يوجد حتى اليوم دليل على أن الحالات نتجت عن تلقي اللقاح، ومن المهم أن تستمر حملات التطعيم؛ حتى يمكننا إنقاذ الأرواح ومنع الإصابة بحالات مرَضية شديدة من الفيروس".

بينما عقدت وكالة الأدوية الأوروبية، مساء الإثنين، اجتماعاً لمناقشة لقاح "أسترازينيكا".

جدير بالذكر أن هذه الخطوات التي اتخذتها بعض كبرى الدول الأوروبية وأكثرها سكاناً، ستزيد من المخاوف المتعلقة ببطء وتيرة حملة التطعيم بالمنطقة التي تعاني نقصاً في إمدادات اللقاحات، ومنها أسترازينيكا، بسبب مشكلات في إنتاجها.

تجدر الإشارة إلى أن مسؤولاً أمريكياً كبيراً قال، في وقت سابق من يوم الإثنين، إن النتائج التي طال انتظارها لتجربة لقاح أسترازينيكا على 30 ألف فرد في الولايات المتحدة تخضع الآن لمراجعة مراقبين مستقلين؛ لتحديد مدى سلامة اللقاح وفاعليته.

كانت النرويج والدنمارك وآيسلندا قد علقت، الخميس الماضي، استخدام لقاح "أسترازينيكا"، على خلفية تقرير عن وفاة مواطن في الدنمارك إثر إصابته بجلطة دموية، وبسبب تداول تقارير عن وجود إصابات بجلطات دموية خطيرة عقب تلقي اللقاح.

فيما انضمت إليها أيضاً أيرلندا، وإيطاليا، والنمسا، الأحد 14 مارس/آذار الجاري، بسبب المخاوف نفسها.

اللقاح الأوروبي الوحيد الذي وصل لدول فقيرة

يُعدّ لقاح أسترازينيكا بين الأقل ثمناً ويمثّل الجزء الأكبر من اللقاحات التي تم إيصالها لأفقر دول العالم بموجب مبادرة كوفاكس المدعومة من منظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان التوزيع المتساوي للقاحات على مستوى العالم.

جدير بالذكر أن حملات التلقيح الواسعة النطاق تعدّ مفصليّةً لإنهاء الجائحة التي أودت بحياة أكثر من 2.6 مليون شخص في العالم.

في سياق متصل، قالت ماريا فان كريكوف، خبيرة الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية، الإثنين، إن "الأسبوع الماضي شهد زيادةً نسبتها 11% بإصابات كوفيد-19 في أنحاء العالم، مما يثير المخاوف من أن تدابير وقف انتشار الجائحة ربما تكون في طريقها للانهيار مع زيادة توزيع اللقاحات"، مشدّدة على أن "هذا ليس وقت التخلي عن حذرنا".

تحميل المزيد