نقلت وسائل إعلام إيرانية، عن محقق إيراني قوله السبت، 13 مارس/آذار 2021، إن إسرائيل تقف على الأرجح وراء الهجوم الذي وقع في البحر المتوسط الأسبوع الماضي، وألحق أضراراً بسفينة حاويات إيرانية.
كانت طهران قد قالت يوم الجمعة الماضي، إن سفينة الحاويات "شهركرد" أصيبت بشحنة متفجرة، تسببت في نشوب حريق صغير، لكن لم يُصَب أحد على ظهرها.
من جانبهما، قال مصدران أمنيان نقلت عنهما وكالة رويترز -دون ذكر اسميهما- إن "الدلائل الأولية تشير إلى استهداف السفينة عمداً من مصدر مجهول".
كذلك نقلت وكالة "نور نيوز" شبه الرسمية، عن عضو لم تذكر اسمه في الفريق الإيراني الذي يحقق في الواقعة، قوله: "بالنظر إلى الموقع الجغرافي والطريقة التي استهدفت بها السفينة، فإن أحد الاحتمالات القوية هو أن هذه العملية الإرهابية نفذها النظام الصهيوني (إسرائيل)".
أشار المحقق إلى أن مقذوفات متفجرة، ربما أطلقت من طائرة مسيرة، أصابت عدداً من الحاويات على سطح السفينة.
من جهته، قال سعيد خطيب زادة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس السبت، إن التقارير أكدت وقوع هجوم تخريبي "في انتهاك واضح للقانون الدولي"، ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عنه قوله "إجراءات تحديد مرتكبي هذا العمل التخريبي على جدول أعمالنا".
أما شركة الملاحة البحرية الإيرانية، فقالت يوم الجمعة الماضي، إنها ستتخذ إجراء قانونياً لتحديد هوية منفذي الهجوم الذي وصفته بـ"الإرهاب والقرصنة البحرية".
تعليقات غامضة لإسرائيل
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قد امتنع عن التعليق مباشرة على الحادث، لكنه قال إن إيران ترسل بانتظام أسلحة إلى وكلائها في المنطقة عن طريق البحر والجو والبر، وهي عمليات لا بد وأن تمنعها إسرائيل.
غانتس أضاف: "نحبط إمدادات الأسلحة وأشياء أخرى تتعلق بتطوير العمليات والإمكانات العسكرية جواً وبحراً وبراً"، لكنه أردف: "لا أقول بهذا ما إذا كنا فعلنا أو لم نفعل هذا أو ذاك".
يأتي هذا الحادث بعد أسبوعين من تعرض سفينة إسرائيلية لتفجير في خليج عمان، ولم يتضح السبب على الفور، إلا أن مسؤولاً دفاعياً أمريكياً قال إن التفجير أحدث ثقوباً في جسم السفينة من الجانبين. واتهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء التفجير، وهو ما نفته طهران.
كانت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، قد ذكرت يوم الخميس الماضي، أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، وتحمل في الغالب نفطاً إيرانياً، خشية أن تمول أرباح النفط الإرهاب في الشرق الأوسط.
الصحيفة نقلت عن مسؤولين أمريكيين وإقليميين، قولهم إنه منذ أواخر عام 2019، استخدمت تل أبيب أسلحة تشمل ألغاماً بحرية لضرب السفن الإيرانية، أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية في البحرين الأبيض والأحمر أثناء توجهها إلى سوريا.
لكنّ مسؤولين إسرائيليين امتنعوا عن التعليق على تقرير الصحيفة، الذي استشهد بمسؤولين أمريكيين وإقليميين، وجاء في الوقت الذي تراجع فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السياسة المتعلقة بإيران.
يُشار إلى أنه منذ 2018، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية، معظمها في سوريا، ضد الجماعات المدعومة من إيران ولمنع تدفق الأسلحة.
فيما تشهد منطقة الخليج توترات مستمرة، منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في عام 2018، بعد إعلان الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015 بين طهران والدول الكبرى.