أعلنت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5″، السبت 13 مارس/آذار 2021، تفجير 3 أطنان من مخلفات الحرب شرقي منطقة أبو قرين القريبة من مدينة سرت (وسط).
يذكر أن اللجنة العسكرية المشتركة تضم 5 أعضاء من الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، و5 من طرف الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وتتمثل مهمتها الرئيسية في مراقبة وقف إطلاق النار.
حيث قامت فرق هندسية تابعة للجنة بتنفيذ عملية إزالة للألغام ومخلفات الحرب التي شملت ذخيرة وصواريخ.
فيما قال عضو اللجنة العسكرية المشتركة، والمسؤول عن ملف إزالة الألغام، محمد الترجمان، إن "المنطقة الممتدة من أبو قرين إلى بويرات الحسون (90 كم غرب سرت) تعتبر آمنةً الآن بعد انتهاء فرق الهندسة من إزالة الألغام"، مؤكداً أن "مناطق ما بعد (بويرات الحسون) إلى منطقة الستين، تحتاج أياماً أخرى للانتهاء من تمشيطها وإزالة الألغام منها".
من المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعات خلال الأيام القادمة (دون تحديد موعد) للتنسيق فيما بينها، طبقاً لما أورده الترجمان.
عمليات جديدة للتخلص من مخلفات الحرب
بدوره، أشار الناطق باسم غرفة عمليات تحرير سرت – الجفرة (تابعة للجيش الليبي)، الهادي دراه، إلى أن "فرق الهندسة العسكرية ستقوم بتمشيط مناطق أخرى شرق بويرات الحسون"، متوقعاً "وجود ألغام كثيرة فيها". وقال إن "الأيام القادمة ستشهد تنفيذ عمليات أخرى للتخلص من مخلفات الحرب".
يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها فرق اللجنة العسكرية المشتركة بتفجير ذخائر ومخلفات حرب ضمن تنفيذ بنود اتفاق "5+5″، بعدما نفذت عملية مماثلة قرب منطقة بويرات الحسون في 20 فبراير/شباط الماضي، تم خلالها تفجير طنين اثنين من مخلفات الأسلحة والذخائر.
ففي 6 فبراير/شباط 2021، اتفقت اللجنة على نزع الألغام من سرت، والطرق المؤدية إليها بدءاً من الـ10 من الشهر نفسه، تمهيداً لفتح طريق مصراتة-سرت.
عودة مرتزقة "فاغنر" و"الجنجويد"
كان الجيش الليبي قد أعلن، يوم الجمعة 12 مارس/آذار 2021، رصد عودة مرتزقة "فاغنر" الروسية و"الجنجويد" إلى مدينة سرت بعد انسحابهم خارجها لأميال، قبل أيام.
إذ قال العميد الهادي دراه إنهم رصدوا 12 حافلة تحمل على متنها مرتزقة فاغنر والجنجويد (يقاتلون بصفوف مليشيا حفتر)، وصلت إلى قاعدة القرضابية في سرت.
دراه أضاف أن "المرتزقة عادوا إلى تمركزاتهم السابقة في معسكر الجالط أيضاً، وينتشرون هناك"، مشيراً إلى أنهم انسحبوا لمسافة نحو 4 أميال فقط، ليعودوا الجمعة بعد انتهاء جلسة منح الثقة للحكومة، منوهاً إلى أن "ما يحدث من إعادة تمركز المرتزقة هو إخلال باتفاق اللجنة العسكرية 5+5".
كان الجيش الليبي قد رصد، في 2 مارس/ آذار الجاري، خروج نحو 8 حافلات تحمل على متنها مرتزقة من قاعدة "القرضابية" في سرت (شرق طرابلس)، اتجهت نحو الشرق.
يشار إلى أنه على الرغم من أنه كان من المفترض أن تغادر ليبيا في شهر فبراير/شباط الماضي، تستمر قوات مرتزقة "فاغنر"، التي يُقدَّر قوامها بـ2000 فرد، بالانتشار والعمل المستمرين عبر شرق وجنوب ليبيا وتدعمها طائرات مقاتلة أرسلتها روسيا.
ولا يبدو أن موسكو لديها الرغبة حتى اللحظة في الميل نحو سحب تلك القوات أو التخلي عن بلد لديه أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا.
مجلس الأمن يطالب بانسحاب "المرتزقة"
بينما طالب مجلس الأمن، السبت 13 مارس/آذار 2021، بانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، داعياً إلى تسليم جميع السلطات والاختصاصات إلى حكومة عبدالحميد الدبيبة الجديدة.
ففي إطار ترحيبه بمصادقة البرلمان الليبي على حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في اجتماعه الأخير بسرت، شدد مجلس الأمن على ضرورة منح الثقة لحكومة عبدالحميد الدبيبة، في جميع جوانب العملية السياسية.
البيان الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع، دعا إلى "انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون مزيد من التأخير".
حيث جاء في الإعلان أن "مجلس الأمن يدعو جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويحض الدول الأعضاء على احترام الاتفاق ودعم تنفيذه بالكامل".
بحسب الأمم المتحدة، كان لا يزال هناك زهاء 20 ألف جندي ومرتزقة في ليبيا نهاية عام 2020، ولم تتم حتى الآن ملاحظة أي حركة انسحاب.
كما دعا مجلس الأمن جميع السلطات والجهات الفاعلة في ليبيا إلى ضمان تسليم جميع الاختصاصات والواجبات بسلاسة إلى الحكومة المؤقتة الجديدة.
يشار إلى أن مجلس النواب الليبي كان قد منح الثقة للحكومة التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة، خلال الجلسة التي عُقدت بمدينة سرت، الأربعاء 10 مارس/آذار الجاري، بتأييد 132 صوتاً من أصل 133 حضروا جلسة التصويت.
ويأمل الليبيون أن تُنهي هذه الخطوة سنوات من الصراع المسلح في البلاد، فاقمها هجوم مسلح شنته قوات حفتر على العاصمة طرابلس، في أبريل/نيسان 2019، وباء بالفشل بعدما استمر لأكثر من عام.
جدير بالذكر أنه يسود البلد الغني بالنفط، منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقف لإطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة، تنتهكه ميليشيات حفتر من آن إلى آخر.