في خرق غير عادي للأمن وقع الشهر الماضي في القاعدة الجوية التي تشغّل الطائرة الرئاسية الأمريكية، تمكن رجل -غير مصرح له- من التسلل إلى القاعدة والتجول فيها لعدة ساعات والدخول والخروج من إحدى الطائرات على مدرج القاعدة، وكان من الممكن أن يستمر في فعل كل ذلك بحرية قبل أن تكشفه قبعة رأسه غريبة الشكل.
اختراق أمني لقاعدة جوية تشغل طائرة بايدن
وكالة Associated Press الأمريكية قالت نقلاً عن تقرير استقصائي صادر عن قاعدة أندروز الجوية المشتركة، الواقعة في ماريلاند خارج العاصمة واشنطن مباشرة، يوم الخميس 11 مارس/آذار بشأن الواقعة، فإن الرجل كان يرتدي "قبعة لونها أحمر أو وردي زاهٍ تغطي أذنيه جزئياً ولها زوائد مميزة من الأعلى تشبه إلى حدٍّ ما أذني الفأر".
واكتُشف الرجل عندما رآه طيار من مكتب عمليات القاعدة، وشاهده يتجول على مدرج الطائرات، قبل أن يشتبه فيه بسبب غطاء رأسه بالدرجة الأولى، ويتصل بالأمن. ومع ذلك، فقد قال المسؤولون إنه لم يقترب قط من طائرة بايدن.
ويقول سامي سعيد، المفتش العام للقوات الجوية الأمريكية، الذي أطلع الصحفيين على نتائج التحقيق: "بصراحة، ولكي أكون صادقاً، لم يكن لدينا أي فكرة عن وجود مدني غير مصرح له داخل القاعدة. وكان من الممكن أن يتجول لفترة أطول، لولا ذلك الطيار الذي اشتبه في كونه غير لائق تماماً" للوجود في القاعدة وأبلغ عن وجوده.
تحقيق في الحادثة
فيما أبلغ مسؤولو القوات الجوية عن واقعة التسلل التي جرت في 4 فبراير/شباط في نفس يوم وقوعها، ليُفتح تحقيق داخلي يستقصي أسباب حدوث الواقعة ويبحث فيما يمكن فعله لتقليل فرص تكرارها. وتوصل التحقيق إلى ثلاث ثغرات أمنية رئيسية: تبدأ بـ"خطأ بشري" ارتكبه حارس أمن البوابة الذي سمح للرجل بالدخول بسيارته إلى القاعدة على الرغم من أنه لم يكن لديه أوراق تصريح تسمح له بالدخول.
ثم بعدها بساعات، السماح بوصول الرجل إلى مدرج الطيران دون أن يكتشفه أحد بعد تسلله عبر السياج المصمم لتقييد الدخول. وأخيراً، السماح بدخوله إلى متن إحدى الطائرات المتوقفة في المدرج والنزول منها دون أن يواجه أي تحد، على الرغم من أنه لم يكن يرتدي الشارة المطلوبة التي تتيح الدخول إلى هذه المنطقة التي يحظر الدخول إليها دون تصريح.
وفي يوم الواقعة، قال المسؤولون إن المتسلل تم تسليمه إلى سلطات إنفاذ القانون المحلية بسبب وجود مذكرة توقيف صادرة بحقه للاعتقال. ومع ذلك، لم تكشف السلطات عن اسمه، وذكر تقرير المفتش العام أن لديه "سجل اعتقال ممتلئ"، وتم حجب أي تفاصيل أخرى.
وقال المفتش العام: "لم تره قوات الأمن في الواقع وهو ينتقل من البوابة المفتوحة إلى مدرج الطائرات". وأشار سعيد إلى أنه بصرف النظر عن قبعته الغريبة، كان من الممكن أن تكشفه ملابسه الدخيلة -السراويل الداكنة والسترة والأحذية الرياضية السوداء التي كان يرتديها- إذ يبدو في هيئة متعاقدٍ مدني فيها، ومع ذلك فقد كان يجب أن يُستوقف على أي حال، لأسباب أقلها أنه لم يكن لديه أي تصريح واضح يسمح له بالولوج إلى هذا المكان.
وأضاف سعيد: "النبأ السار هو أن قوات الأمن بمجرد تنبيهها، نجحت في القبض عليه بجرأة وبسرعة كبيرة، في اللحظة التي نزل فيها من الطائرة".
طائرة بايدن
كما أكد سعيد أن الطائرة الرئاسية من طراز بوينغ 747 المعدلة التي يستعملها رئيس الولايات المتحدة في تنقلاته، لم تتعرض قط لأي خطر وأنها محفوظة خلف مزيد من إجراءات الحماية في قاعدة أندروز الجوية. وقال: "المنطقة التي تقع فيها الطائرة الرئاسية محمية بإجراءات خاصة أخرى".
من جهة أخرى، كشف التحقيق أن المتسلل صعد على متن طائرة من طراز "بوينغ سي 40″، وهي طائرة نفاثة يستخدمها بالدرجة الأولى أعضاء مجلس الوزراء ونواب الكونغرس والقادة العسكريين، ولم يلحق بالطائرة أي أضرار. كما خلص التحقيق إلى أن المتسلل لم يكن لديه أي خطة لإلحاق الضرر بأفراد أو معدات سلاح الجو في القاعدة، وإن لم يتيسر تحديد غرضه النهائي من الاقتحام.
وقال المفتش العام للقوات الجوية، إنه، على حد علمه، لم يسبق أن شهدت قاعدة أندروز الجوية سقطةً أمنية من هذا النوع في أي وقت من الأوقات.