قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إلغاء زيارته، الخميس 11 مارس/آذار 2021، للإمارات كان بسبب ما وصفه بـ"سوء تفاهم" مع المملكة الأردنية، معلناً أنه سيزور "قريباً جداً" أبوظبي، التي أكد أنها ستستثمر 10 مليارات دولار في مشاريع مختلفة بتل أبيب.
جاءت تصريحات نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الهنغاري فيكتور أوربان، والتشيكي أندريه بابيس، على هامش زيارة يجريانها لإسرائيل.
كانت رئاسة الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، في بيان، أن نتنياهو ألغى زيارته المقررة الخميس، للإمارات، "بسبب صعوبات طرأت على تنسيق مرور رحلته عبر الأجواء الأردنية".
نتنياهو أضاف أن الزيارة لم تكن ممكنة، بسبب "صعوبات في تنسيق الرحلات الجوية، وسوء التفاهم بسبب حادثة وقعت، أمس (الأربعاء)، في الحرم القدسي الشريف".
يشار إلى أن المسار الجوي من تل أبيب إلى أبوظبي يمر عبر الأردن.
فيما ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن تسوية ما وصفه بالاختلاف مع الأردن استغرق عدة ساعات، مضيفاً: "نحن نستطيع التحليق. أنا أستطيع التحليق في سماء الأردن، وحتى لو كان قد تم تحقيق هذا التنسيق، فإنه لم يكن بالإمكان القيام بهذه الزيارة".
الإمارات تستثمر 10 مليارات دولار في إسرائيل
وتابع: "لذا، تحدثت للتو مع الشيخ محمد بن زايد، وهو زعيم عظيم، واتفقنا على ثلاثة أشياء: أولاً سأقوم بزيارة أخرى قريباً جداً (لم يحدد موعداً بعينه). وثانياً سنعمل على دفع جواز السفر الأخضر بين إسرائيل والإمارات قدماً. وثالثاً- وهذه أخبار مهمة جداً بالنسبة لمواطني إسرائيل- الإمارات تنوي الاستثمار في مشاريع مختلفة بدولة إسرائيل وبوسائل متنوعة وذلك بمبلغ طائل قدره 10 مليارات دولار".
حيث تحدَّث البروفيسور سيمخون، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني والمستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، مع رئيس صندوق الاستثمارات الإماراتي، طبقاً لما أورده نتنياهو الذي أكد أن تل أبيب تبحث مشاريع معينة بشأن تلك الاستثمارات التي قال إنها ستكون وسيلة أخرى من شأنها دفع اقتصاد الإسرائيلي إلى الأمام.
كانت الزيارة لأبوظبي ستتيح لنتنياهو منح موافقته الرسمية على إقامة العلاقات الإسرائيلية الإماراتية التي تأسست رسمياً العام الماضي، في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه يوم 23 مارس/آذار الجاري.
يُذكر أن الإمارات لم تؤكد رسمياً الزيارة التي تسرَّب نبأها إلى وسائل إعلام إسرائيلية أمس الأربعاء.
بداية الأزمة بين تل أبيب وعمّان
وفي وقت سابق من الخميس، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن "ولي العهد الحسين بن عبدالله، ألغى زيارة دينية كانت مقررة للمسجد الأقصى، بعد أن حاولت إسرائيل فرض إجراءات غير مقبولة على برنامجه"، دون تفاصيل.
إلا أن قناة "كان" العبرية الرسمية ذكرت أمس الأربعاء، أن إلغاء الزيارة جاء "بسبب عدم التزام المملكة بالتفاهمات التي توصلت إليها مع إسرائيل، حول التنسيق الأمني الخاص بالزيارة، حيث إن عدد حراس الأمن الأردنيين أعلى مما اتُّفق عليه، وبالتالي رفضت إسرائيل مرورها".
وزير الدفاع الإسرائيلي ينتقد نتنياهو
بينما وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، انتقادات لاذعة ضد نتنياهو، مُتهماً إياه بإفساد العلاقات مع الأردن، مشدّداً على أن تل أبيب ملتزمة بالاتفاقيات التي تتشاركها مع عمّان، وأنها تحترم الملك عبدالله وحكومة بلاده.
إذ قال غانتس، في بيان له: "لقد تسبب سلوك نتنياهو بالسنوات الأخيرة في إلحاق ضرر كبير بعلاقاتنا مع الأردن، مما تسبب في خسارة إسرائيل أصولاً دفاعية ودبلوماسية واقتصادية كبيرة"، متابعاً: "سأعمل شخصياً جنباً إلى جنب مع مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بأكملها، لمواصلة تعزيز علاقتنا مع الأردن، وكذلك مع مصر- الدولة التي عقدنا معها اتفاقيات سلام دائمة لسنوات- مع تعميق العلاقات أيضاً مع دول أخرى في المنطقة".
الزيارة أُجِّلت في 4 مناسبات سابقة
يشار إلى أنه خلال شهر فبراير/شباط الماضي، أُجِّلت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للإمارات والبحرين للمرة الرابعة، إذ سبق أن أعلن نتنياهو نيته زيارة أبوظبي والمنامة في أكثر من مناسبة، لكنها غالباً ما كانت تؤجل، ويعود السبب- بحسب تل أبيب- لظروف جائحة كورونا.
فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم 4 فبراير/شباط الماضي، إنه سيؤجل زيارته المزمعة لكل من الإمارات والبحرين، بسبب إجراءات العزل والإغلاق التي تفرضها إسرائيل لمكافحة كورونا.
جدير بالذكر أن الإمارات وإسرائيل توصلتا في 13 أغسطس/آب 2020، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، تم توقيعه رسمياً في البيت الأبيض، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
منذ إعلان التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وقّعت العديد من الاتفاقيات بين إسرائيل والإمارات بمجالات عدة.