لاقى نيل الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة ثقة مجلس النواب الليبي، الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، ترحيباً واسعاً من دول عربية وأجنبية وكذلك من منظمات أممية، أعلنت عن أملها في أن تشكل هذه الخطوة بادرة أولى لتوحيد البلاد، وسبباً في خروج كافة المقاتلين الأجانب والمرتزقة.
ففي جلسة خاصة لمجلس النواب الليبي عُقدت في مدينة سرت، منحت الثقة للحكومة الجديدة، بتأييد 132 صوتاً من أصل 133 حضروا جلسة التصويت.
ترحيب عربي واسع
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن "أملها في أن يحافظ هذا الإنجاز على وحدة وسيادة ليبيا، بما يفضي إلى خروج كافة المقاتلين الأجانب والمرتزقة".
وأعربت الخارجية، في بيان، عن أمل الرياض بأن "يؤسس هذا الإنجاز لحل دائم يمنع التدخل الخارجي الذي يعرّض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر".
أما في أنقرة، فقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "نرحب بنيل حكومة الدبيبة ثقة مجلس النواب ونتمنى لهم النجاح".
أكد البيان كذلك "مواصلة تركيا الوقوف القوي إلى جانب الشعب الليبي، وتقديم كل الدعم لتلبية تطلعاته في تحقيق الاستقرار والرخاء".
وفي الدوحة، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن ترحيبها بتشكيل حكومة الدبيبة ونيلها ثقة مجلس النواب.
الدوحة أكدت دعمها الكامل للحكومة الجديدة "حتى تحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في التنمية والاستقرار والازدهار".
وفي القاهرة، أعربت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، عن "تطلع مصر للعمل مع حكومة الدبيبة خلال المرحلة الانتقالية".
وأضافت أن مصر "ستدعم جهود الحكومة الليبية للوفاء بالتزاماتها المقررة وفقاً لخارطة الطريق للحل السياسي، بهدف عقد الانتخابات (العامة) في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، وتطبيق المخرجات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 واجتماعات المسار الاقتصادي".
وفي عمان، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، في تغريدة عبر تويتر: "نبارك للأشقاء في ليبيا منح مجلس النواب الثقة للحكومة الليبية".
فيما اعتبر الصفدي منح الثقة لحكومة الدبيبة "خطوة رئيسية على طريق العملية السياسية المستهدفة حل الأزمة واستعادة ليبيا الشقيقة أمنها واستقرارها".
وفي تونس، أعربت وزارة الخارجية، في بيان، عن "بالغ ارتياحها للإنجاز التاريخي المحرز في ليبيا على إثر نيل حكومة الدبيبة ثقة مجلس النواب".
كما أكد البيان "ثقة تونس التامة بقدرة الأشقاء في ليبيا على تثبيت دعائم السلم والاستقرار والشروع في بناء صفحة جديدة من تاريخ هذا البلد الشقيق، وتحقيق تطلّعات شعبه المشروعة في التنمية والإعمار".
فيما هنأ الرئيس قيس سعيد، في اتصالين هاتفيين، كلاً من الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي، بنيل الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب.
وفي الجزائر، أكد الرئيس عبدالمجيد تبون "تأييده واستعداده التام لمساندة الحكومة الجديدة"، معرباً عن أمله "في إنهاء حالة الانقسام في ليبيا وتوحيد الصفوف لضمان نجاح الاستحقاقات الهامة نهاية هذا العام (في إشارة إلى الانتخابات العامة)".
وقال في بيان نشرته الرئاسة إن الجزائر "التي أثبتت قولاً وفعلاً وقوفها إلى جانب الشعب الليبي وتضامنها اللامشروط معه، لن تدخر جهداً في سبيل تحقيق السلم والمصالحة الوطنية في هذا البلد الشقيق".
وفي بيروت، أجرى رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري اتصالاً مع الدبيبة، مهنئاً إياه بنيل حكومته ثقة مجلس النواب.
وتمنى الحريري، وفق تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر"، للدبيبة "التوفيق في جهوده لإعادة توحيد المؤسسات وإطلاق عجلة إعادة الإعمار وإجراء الانتخابات النيابية نهاية العام الجاري".
وفي الكويت، رحبت وزارة الخارجية بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، مشيدة بالجهود المقدرة التي بذلتها الأمم المتحدة لبلوغ هذا الهدف.
كما أعربت الخارجية، في بيان، عن "الأمل بأن يحقق هذا الإنجاز تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار، وأن تتمكن الأمم المتحدة من تحقيق النجاح فيما تبقى من مسارات".
وفي المنامة، أكدت وزارة الخارجية البحرينية "أهمية الخطوة في إرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق للسلم والتنمية والازدهار".
ودعت الوزارة في بيان "كافة مكونات المجتمع الليبي إلى السير على نهج السلام وتغليب الصالح الوطني".
وفي أبوظبي، أثنت وزارة الخارجية الإماراتية على "جهود الأمم المتحدة بشأن تشكيل سلطة تنفيذية جديدة"، مؤكدة "تعاون أبوظبي مع السلطة الجديدة بما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار وتطلعات الشعب الليبي".
وأعربت الوزارة عن "تطلع الإمارات إلى نجاح ما تبقى من مسارات (لحل الأزمة في ليبيا) برعاية بعثة الأمم المتحدة".
ترحيب غربي أيضاً
كما قدم ساباديل جوزيه، سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا، وفق تغريدة عبر "تويتر"، تهانيه لحكومة الدبيبة لحصولها على ثقة مجلس النواب.
وقال جوزيه: "مبروك لليبيا في هذا اليوم التاريخي حقاً! يمكن لحكومة الوحدة الجديدة أن تعتمد على الدعم الكامل من المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي".
بدوره، رحب السفير الأمريكي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند، بمنح الثقة لحكومة الدبيبة، مقدماً التهاني لليبيا.
ونقلت السفارة الأمريكية، في تغريدة عبر "تويتر"، عن نورلاند قوله: "نقدم تهانينا بمناسبة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي ستمهد الطريق للانتخابات في ديسمبر/كانون الأول القادم".
منظمات أممية تبارك الخطوة
وعلى مستوى المنظمات، رحب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بمنح مجلس النواب الليبي الثقة للحكومة الجديدة.
واعتبر، في بيان، ذلك "خطوة مهمة نحو استعادة الوحدة والاستقرار والأمن والازدهار في ليبيا".
كما رحب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير فولكان بوزكير، بمنح الثقة لحكومة الدبيبة.
وأعرب بوزكير، في تغريدة عبر "تويتر" عن أمله بأن "يساعد هذا في رأب الانقسامات، ووضع ليبيا على طريق ثابت للانتخابات (العامة) المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل".
كما هنأ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين الحكومة الجديدة والشعب الليبي.
وعبر العثيمين، في بيان، عن "الأمل في أن تمهد هذه الخطوة المهمة الطريق لخطوات أخرى نحو المصالحة وإرساء دعائم السلام والأمن والاستقرار والتنمية في ربوع ليبيا".
فيما أشادت جامعة الدول العربية، في بيان نشره مصدر مسؤول فيها على موقعها الإلكتروني، بـ"التوافق العريض الذي ميز النقاشات التي دارت بين أعضاء مجلس النواب الليبي والأغلبية الكبيرة التي نالتها التشكيلة الحكومية التي تقدم بها الدبيبة".
وأعرب المصدر عن الأمل بأن "يتم الآن الشروع في تنصيب السلطة التنفيذية الجديدة في أقرب فرصة بقيادة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة الدبيبة".
كذلك، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف بـ"اتفاق الأشقاء في ليبيا على اختيار السلطة التنفيذية الجديدة المتمثلة بالمجلس الرئاسي ورئيس الوزراء".
وشدد، في بيان، على "أهمية هذه الخطوة للوصول إلى الحل الدائم والشامل بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، ويلبي تطلعات وطموح الشعب الليبي"، مشيداً بجهود بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا.
وفي السياق، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: "باتت فرصة حقيقية الآن للمضي قدماً نحو الوحدة والاستقرار والمصالحة واستعادة سيادة ليبيا بالكامل".
وأشادت البعثة بـ"قيادة مجلس النواب (رئيسه عقيلة صالح) وأعضائه على اجتماعهم التاريخي ودعم مصالح وطنهم وشعبهم".
حكومة الوحدة الليبية
وعقب منح حكومته الثقة، وصف الدبيبة، في خطاب متلفز، ذلك بـ"اللحظة التاريخية"، متعهداً بعدم تكرار الحرب في البلاد.
كما تعهد بدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وإنجاز الاستحقاق الدستوري والقانوني للانتخابات العامة في الموعد المحدد، والحرص على الاستماع لشكاوى المواطنين في جميع أنحاء البلاد.
وفي 5 فبراير/شباط الماضي، انتخب ملتقى الحوار السياسي الليبي سلطة تنفيذية موحدة، على رأسها الدبيبة لرئاسة الحكومة، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
ويأمل الليبيون أن تنهي هذه الخطوة سنوات من الصراع المسلح في البلاد، فاقمه هجوم مسلح شنته ميليشيا اللواء الانقلابي خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، في أبريل/نيسان 2019، وباء بالفشل بعدما استمر لأكثر من عام.