وافقت الفصائل المسلحة في العراق على وقف الهجمات التي تشنها على القوات الأمريكية بالبلاد، لكنها اشترطت مطالبة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، القوات الأمريكية رسمياً بالانسحاب، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 11 مارس/آذار 2021.
إذ قال مسؤولون وقادة فصائل عراقية مسلحة، لموقع Middle East Eye، إنه بعد اجتماعات محمومة في بغداد وبيروت وطهران؛ وافقت الفصائل شبه العسكرية المدعومة إيرانياً في العراق، على وقف الهجمات التي تشنُّها على القوات الأمريكية في البلاد، لكن بشرط مغادرتها البلاد.
الفصائل تريد مغادرة القوات الأمريكية خلال 12 شهراً
قالت المصادر، إنه يجب حتماً على الكاظمي مطالبة أمريكا بإتمام انسحابها كلياً من لبلاد في غضون 12 شهراً. وأفادوا بأنه من المرجّح أن يمتثل الكاظمي لتلك المطالب ويتقدّم على أثرها بطلب رسمي.
في الأول من مارس/آذار، أعلنت الفصائل المسلحة انتهاء الهدنة غير الرسمية مع القوات الأمريكية في العراق، والتي صمدت منذ أكتوبر/تشرين الأول رغم بعض الانتهاكات.
إذ إنه في السابق، كانت الهجمات على القوات الأمريكية وحلفائها الغربيين في التحالف العسكري المناهض لـ"داعش" متكررة، إذ سعت الفصائل شبه العسكرية إلى طرد الولايات المتحدة من العراق.
لكن بعد هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في أربيل، الشهر الماضي، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية على موقع داخل الحدود السورية ترتكز فيه كتائب حزب الله- وهو الفصيل المسلّح الأكثر عداءً لواشنطن- فضلاً عن كتائب سيد الشهداء وهو فصيل شيعي أصغر.
هجمات الفصائل في العراق تقابلها غارات أمريكية
رغم تبرُّؤ الفصائل العراقية المسلحة من صلتها بهجوم أربيل الذي أودى بحياة مقاول عسكري وإصابة تسعة آخرين بينهم جندي أمريكي، وجَّه البنتاغون أصابع الاتهام إلى كتائب سيد الشهداء.
إثر الهجمات المتبادلة بين الجانبين شُنت غارة في الثالث من مارس/آذار على عين الأسد، وهي قاعدة في محافظة الأنبار الغربية يرتكز فيها أكبر عدد من القوات الأمريكية، بما لا يقل عن 10 صواريخ قصيرة المدى من طراز BM-21 "غراد".
حاولت حكومة الكاظمي المتأزِّمة -التي سعت لتقليص قوة الجماعات شبه العسكرية واستهدفتها- الحد من تداعيات مثل هذه المناوشات وكسب الوقت لواشنطن وطهران لبدء المفاوضات، من أجل استئناف الاتفاق النووي الذي انعقد في عام 2015، على أمل تهدئة المنطقة.
اتفاق على التهدئة في انتظار قرار الكاظمي
قالت مصادر الموقع البريطاني، إن قادة الفصائل قد توصّلوا إلى الاتفاق الأخير بشأن تهدئة الأوضاع، من خلال ما يُعرف باللجنة التنسيقية لفصائل المقاومة، إلى جانب بغداد.
حسبما أفاد اثنان من أطراف الاتفاق في حديثهما إلى Middle East Eye، تنص الاتفاقية على وجوب توقُّف جميع الهجمات في مقابل إرسال الكاظمي خطاباً رسمياً إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يطلب فيه إنهاء مهمّة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق.
بينما قال أحد المفاوضين العراقيين: "في الوقت الحالي، اتفقت الأطراف المعنية- جميع قادة الفصائل المسلحة المدعومة إيرانياً والقوات الأمريكية- على التهدئة. وإذا أخلَّ أي من هذه الأطراف بالاتفاق، فهذا يعني أنه عمل شخصي، ويعتبر الجاني خارج الاتفاق الذي أجمعت الأطراف عليه، وسيتم التعامل معه على هذا الأساس".