قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، الأربعاء 9 مارس/آذار 2021، إن لقاح فايزر-بيونتك أظهر قدرة كبيرة على تحييد سلالات فيروس كورونا التي اكتُشفت لأول مرة في البرازيل والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، وذلك وفقاً لدراسة جديدة.
يفسر العلماء سبب ظهور متغير جديد أو كما يوصف إعلامياً بسلالة جديدة أو تحور جديد من فيروس كورونا بأنه أمر طبيعي، في ظل التفشي السريع للفيروس وتحوله لجائحة عالمية، وأن هذه التحورات ليست بالضرورة أكثر خطورة على من يصاب بها من الإصابة بالنسخة الأصلية من الفيروس التي ظهرت في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019.
فاعلية لقاح فايزر-بيونتك ضد السلالات المتحورة
في تجارب معملية أظهر اللقاح مستويات "متساوية تقريباً" في تحييد النشاط ضد سلالات البرازيل والمملكة المتحدة، مقارنة بنسخة فيروس كورونا التي ظهرت في العام الماضي.
أظهر كذلك نشاطاً "قوياً لكنه أقل" ضد سلالة جنوب إفريقيا، وذلك بحسب خطاب مرسل إلى المجلة العلمية New England Journal of Medicine.
مع أن الباحثين في حاجة إلى التحقق من صحة النتائج عن طريق بيانات من الواقع، فإن الدراسة تقدم سبباً آخر للتفاؤل بأن لقاحات كوفيد تعمل في العموم بصورة جيدة ضد سلالات الفيروس.
كما أن البحث حصل على دعم من شركة فايزر وشركة بيونتك، وأجراه علماء من جامعة تكساس- مدرسة الطب في غالفستون بولاية تكساس.
فيما اختبرت الدراسة عينات المصل التي أُخذت من أشخاص بعد مرور أسبوعين أو 4 أسابيع من حصولهم على الجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتك ضد فيروس كورونا. وكان ذلك يصطدم بالفيروسات التي عولجت هندسياً لتكون ذات طفرات من سلالات الفيروس الثلاث.
نتائج مشجعة للقاحات فيروس كورونا
بينما لا يزال مطورو اللقاح، ومعهم شركة بيونتك، يعملون بالفعل على نسخ جديدة من اللقاحات للتصدي لسلالات الفيروس، فإن الجيل الحالي من لقاحات كوفيد تظهر بالفعل بعض النتائج المشجعة ضد سلالات الفيروس.
تجدر الإشارة إلى أن لقاح أسترازينيكا يقدم حماية ضد سلالة البرازيل، وذلك حسبما أوضحت وكالة Reuters، نقلاً عن معهد أوزوالدو كروز البرازيلي.
لكن السلالة التي اكتُشفت لأول مرة في جنوب إفريقيا أظهرت في مناسبات عديدة ردة فعل أقوى أمام اللقاحات. وقد تحولت البلاد إلى استخدام لقاح جونسون آند جونسون في الشهر الماضي في تطعيماتها الأولية، بعد أن أظهرت دراسة صغيرة أن لقاحات أسترازينيكا كان لها تأثير طفيف على حالات العدوى الخفيفة التي تتسبب فيها السلالة الجديدة.
السلالات المتحورة "خطر حقيقي"
أصبحت السلالات المتحورة من فيروس كورونا هي الخطر الحقيقي الذي يواجه العالم، مع توقع انخفاض مخاطر السلالة التقليدية بفضل اللقاحات، فإلى أي مدى انتشرت سلالات كورونا الجديدة، وكيف يمكن تمييزها عن السلالة التقليدية؟
رغم أنّ تحوُّر الفيروسات أمر طبيعي ومتواتر وغير مقلق عادة، فإنه أحياناً تزداد شراسة الفيروس أو قوة عدواه مع هذه التغيرات ويصبح أكثر قدرة على الانتشار بسهولة أكبر، أو التسبب بأمراض خطيرة، وفي هذه الحالة يوصف المُتغيِّر بأنه تَحوُّر مثير للاهتمام "VOC"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
هذا ما حدث لسوء الحظ مع فيروس كورونا، حيث إن السلالات المتحورة من الفيروس هي الخطر الذي يقلق العلماء والقادة السياسيين على السواء.
في ديسمبر/كانون الأول، دفع ظهور السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد B.1.1.7 -وتُعرَف أيضاً اختصاراً بـVOC-202012/01، إلى فرض قيود جديدة في جنوب شرقي بريطانيا، وأفسد خطط البلاد للاحتفال بالكريسماس. وأصبح هذا التحور معروفاً في دول أخرى بـ"متغير المملكة المتحدة"، بينما عُرِف في بريطانيا بـ"مُتغيِّر كينت". لكن لا يُعرَف ماذا يسميه سكان كينت! وتأكَّد من تحديد التسلسل الجينومي وصولُ عدد المصابين به إلى أكثر من 100 ألف حالة.
لماذا تثير هذه السلالة المُتحوِّرة القلق؟ خلص التحليل الأخير إلى زيادة انتقال العدوى بنسبة 43% إلى 82%. وهناك أدلة أيضاً على إحداثها ضرراً أكبر، لكن هذا لا يزال قيد الاستكشاف.