حذّرت منظمة "أنقذوا الأطفال"، الثلاثاء 9 مارس/آذار 2021، من أن أطفالاً سوريين كثراً، ممن أجبرتهم الحرب على الفرار، لا يرون مستقبلاً لهم في بلادهم حيث يدخل النزاع الشهر الحالي عامه الحادي عشر.
مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشرق أوروبا في المنظمة جيريمي ستونر قال إن "عشر سنوات من الحرب كلفت الصغار في سوريا طفولتهم، ولكن يجب ألا يسمح العالم لها بأن تسلبهم مستقبلهم".
غالبية الأطفال السوريين لا يرغبون بالعودة لبلادهم
هذه النتيجة توصلت إليها المنظمة بعد أن أجرت مسحاً شمل 1900 طفل ومسؤولين عن رعايتهم من نازحين داخل سوريا أو لاجئين في دول الجوار، أي الأردن ولبنان وتركيا، وفي هولندا.
كما تبين أن "86% من الأطفال اللاجئين لا يريدون العودة إلى سوريا"، بينما طفل واحد من كل ثلاثة من النازحين داخلها يفضل العيش في بلد آخر.
وأوضحت المنظمة أن "الأطفال الذين أجبروا على الفرار من منازلهم يعانون من أجل الشعور بالأمان حيث يتواجدون اليوم"، مشيرة إلى أن طفلين من كل خمسة تحدثا عن "العنصرية والنقص في التعليم".
الدراسة التي أجرتها المنظمة أظهرت أيضاً أن 3% من الأطفال الذين يعيشون في تركيا يريدون العودة إلى سوريا، في مقابل 29% من اللاجئين في لبنان و9% من أطفال اللاجئين في الأردن وهولندا.
شهادات لأطفال سوريين
بالإضافة إلى ذلك، نقل التقرير عن الطفلة لارا البالغة السابعة من العمر، والنازحة في إدلب في شمال غرب سوريا قولها "أتمنى أن أعيش في أي بلد غير سوريا، بلد فيه أمان ومدارس وألعاب".
أما في عكار في شمال لبنان، قالت ندى (17 عاماً)، التي كانت تحلم أن تصبح طبيبة لكنها لا تتلقى تعليماً الآن: "لا أريد العودة والعيش في سوريا مجدداً، ولا أريد أن أبقى في لبنان… إذا ذهبنا إلى المدرسة، يقولون لنا إنهم لا يريدوننا".
يذكر أن النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011، أسفر عن مقتل أكثر من 387 ألف شخص، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
كما أدى إلى تشريد أكثر من 6 ملايين سوري داخل البلاد، فيما يعيش نحو 5,6 مليون في دول اللجوء، بينهم أكثر من مليون طفل ولدوا خارج سوريا، وفق الأمم المتحدة.
كذلك، قلب النزاع حياة الأطفال رأساً على عقب. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، فإن أكثر من 8,5 مليون طفل سوري يعتمدون على المساعدات داخل سوريا وفي الدول المجاورة.
يذكر أن 60% من الأطفال في سوريا يعانون اليوم من انعدام الأمن الغذائي، كما أن أكثر من نصفهم يفتقرون للتعليم، بحسب الأمم المتحدة.