وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الإثنين 8 مارس/آذار 2021 إلى الدوحة، في أول زيارة رسمية تبادر إليها المملكة لقطر منذ إعلان المصالحة الخليجية مطلع العام الجاري، والذي تُوِّج بالتوقيع على "اتفاق العلا".
وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" قالت إن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل بن فرحان في الديوان الأميري، بالعاصمة الدوحة.
كما أضافت أن الوزير السعودي سلم أمير قطر رسالة من الملك سلمان بن عبدالعزيز "تتصل بالعلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها وأبرز المستجدات الإقليمية والدولية".
تعزيز التعاون
وفي وقت لاحق، اجتمع بن فرحان مع نظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، حسب الوكالة القطرية ووكالة الأنباء السعودية "واس".
وذكرت الوكالة القطرية أنه جرى خلال الاجتماع "استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وتعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى آخر مستجدات المنطقة".
بينما قالت الوكالة السعودية إن المباحثات "استعرضت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، ورفض كل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة".
وأفادت بأن تلك المباحثات شملت أيضاً "تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
ولم تذكر الوكالة تفاصيل أكثر حول الزيارة أو مدتها، لكنها تعد الأولى من نوعها منذ إعلان المصالحة الخليجية في 5 يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أنهت أزمة حادة اندلعت في يونيو/حزيران 2017، وحصاراً ومقاطعة فرضتهما السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر.
المصالحة الخليجية
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، قد أعلن في 5 من يناير/كانون الثاني عن اتفاق المصالحة بين الدول الخليجية "بيان العلا"، وأكد على طي كامل للخلاف مع قطر وعودة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين جميع الدول.
جاء ذلك في ختام أعمال القمة الـ41 التي استضافتها منطقة العلا السعودية بحضور زعماء ومسؤولين كبار في دول الخليج، إلى جانب وزير خارجية مصر، وهي القمة الأولى التي شهدت حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منذ إعلان المقاطعة عام 2017.
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أكد أن "اتفاق العلا" أكد على تعزيز دور مجلس التعاون الإقليمي عبر توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات الاستراتيجية، كما أكدت القمة على تطوير الشراكات الاستراتيجية مع الدول والمنظمات الإقليمية بما يضمن المصالح المشتركة.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود حينها إن القمة الخليجية أعلنت المصالح العليا لمنظومة التعاون الخليجي، وأضاف أن بيان العلا أكد العلاقات الراسخة ويدعو لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار بين الدول الخليجية.
كما أشار إلى أن البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها، وأضاف أنه لم تكن القمة لتحقق أهدافها لولا التكاتف ولولا الدور الهام للكويت والولايات المتحدة.
كانت الدول الأربع التي قاطعت قطر أصدرت في 2017 قائمة تضم 13 مطلباً من قطر تشمل إغلاق شبكة "الجزيرة" الإعلامية وخفض مستوى علاقات قطر مع تركيا. لكن الدوحة لم تستجِب لأي من هذه المطالب.