أعلن البابا فرنسيس، المُرهَق من زيارته التاريخية للعراق والتي استمرت ثلاثة أيام، الإثنين 8 مارس/آذار 2021، في الطائرة التي أعادته إلى روما، أن اللقاء مع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، السبت، "أراحه نفسياً".
إذ تحدَّث البابا، المؤيد للحوار المباشر مع ممثلي الدين الإسلامي، عن اللقاء الثنائي مع آية الله السيستاني، واصفاً إياه بأنه "رجل متواضع وحكيم"، وفق تقرير لـ"فرانس برس"، نُشر الإثنين.
لقاء أراح البابا نفسياً
كما قال الحبر الأعظم خلال مؤتمر صحفي عقده في الطائرة التي أقلَّته الى روما: "لقد أبدى احتراماً كبيراً خلال لقائنا، وهذا يشرفني. فهو لا يقف أبداً للترحيب بزواره، لكنه وقف لإلقاء التحية عليَّ مرتين". وأضاف: "هذا اللقاء أراح نفسي".
وأضاف: "إنه شخص يتمتع بالحكمة. قال لي إنه لم يعد يستقبل منذ عشر سنوات، الزوار الذين لديهم أهداف سياسية أو ثقافية، بل يستقبل فقط الذين لديهم دوافع دينية".
يأتي اللقاء بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، أحد أبرز المرجعيات الإسلامية السُّنية في العالم.
في حين لم يتم توقيع أي وثيقة مماثلة بالعراق، لكن البابا أكد أنه "ستكون هناك خطوات أخرى" في هذا الحوار مع المسلمين.
انتقادات طالت البابا
من ناحية أخرى قلل البابا من أهمية الانتقادات التي طالته، قائلاً إن هناك بعض الانتقادات التي تقول إن البابا ليس شجاعاً وهو غير واعٍ وإنه يقوم بخطوات خارج العقيدة الكاثوليكية وإنه على بُعد خطوة من الهرطقة.
البابا الأرجنتيني الذي أراد أيضاً دعم مسيحيي العراق الذين باتوا يشكلون 1% من السكان اليوم في مقابل 6% قبل عشرين عاماً، لم يخفِ تأثره أمام كنيسة الموصل التي دمرها جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية الذين هُزموا قبل ثلاث سنوات. وقال البابا الذي حلّق فوق المدينة بمروحية: "بقيت عاجزاً عن الكلام"، مضيفاً: "إنه أمر لا يصدَّق، هذه الوحشية!".
كذلك في قرقوش، البلدة الأخرى بشمال العراق التي سقطت في أيدي المتشددين، استمع البابا فرنسيس إلى امرأة فقدت ابنها خلال القصف لكنها مستعدة للمسامحة، وقال: "لقد تأثرت كثيراً بشهادتها، أُمٌّ تعرض العفو في هذه الظروف!".
تهنئة بايدن للبابا
وفيما استُهدفت مصالح أمريكية في العراق بصواريخ قبل وصول البابا، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، أن زيارة الحبر الأعظم بعثت برسالة "أُخوة وسلام مهمة".
إذ كتب بايدن أن "رؤية البابا فرنسيس وهو يزور المواقع الدينية مثل مسقط رأس النبي إبراهيم، وقضاء بعض الوقت مع آية الله علي السيستاني والصلاة في الموصل- المدينة التي عانت قبل بضع سنوات من العنف وتطرُّف جماعة مثل تنظيم الدولة الإسلامية- يشكلان رمزاً للأمل للعالم بأَسره".
وزار البابا، الذي تلقَّى اللقاح المضاد لكوفيد-19 وكذلك الاشخاص الذين يرافقونه، العراق في أوج انتشار الوباء.
في المقابل وردّاً على سؤال حول الخطر المحتمل الذي ربما هدد العراقيين الذين حضروا للقائه بعدة كنائس، وفي ملعب مكتظ بأربيل في إقليم كردستان العراق، ردَّ البابا بأنه فكّر كثيراً وصلَّى قبل أن يتخذ قراره مع "إدراكه للمخاطر" في الوقت نفسه. وقال: "في النهاية، اتخذت قراري بحرية".
وتابع الحبر الأعظم (84 عاماً)، أن زيارة العراق كانت مرهقة أكثر من زياراته الأخرى للخارج. وفي معرض حديثه عن رحلاته الأخرى، ذكر البابا أنه وعد بالتوجه في أقرب وقت ممكن، إلى لبنان "البلد الذي يتألم"، معلناً أيضاً أنه سيزور المجر في سبتمبر/أيلول.