وصل البابا فرنسيس، صباح السبت 6 مارس/آذار 2021، إلى منزل المرجع الديني الأعلى لشيعة العراق آية الله علي السيستاني، بالنجف جنوب العراق، في لقاء غير مسبوق بين رأس الكنيسة الكاثوليكية ومرجع أعلى للشيعة.
وكان البابا قد توجه أمس الجمعة ليلاً إلى النجف، استعداداً للقاء، وذلك بعد أن قضى اليوم الأول من زيارته التاريخية للعراق في لقاء مع زعماء الطوائف الكاثوليكية.
والتقى البابا فرنسيس بالسيستاني البالغ من العمر 90 عاماً، والذي لا يظهر في العلن أبداً، في منزله المتواضع في مدينة النجف، على بعد 200 كلم إلى جنوب بغداد، حيث عقد الرجلان لقاء مغلقاً لمدة ساعة، لم يُسمح للإعلام بحضوره.
من جانبه، قال مكتب السيستاني إن "الحديث خلال اللقاء دار حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر، ودور الإيمان بالله تعالى وبرسالاته، والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها".
وفي بيان عن مكتبه، قال السيستاني إن "الكثيرين في مختلف البلدان يعانون من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري، وكبت الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية".
وأضاف: "خصوصاً ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولاسيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".
وأشار المرجع الشيعي الأعلى، إلى "الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي".
وشدد على ضرورة حث الأطراف المعنيّة على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحها الذاتية على حساب حقوق الشعوب.
وأكد السيستاني اهتمامه بأن "يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية".
وفي بعض شوارع النجف رفعت لوحات عليها صور البابا فرنسيس وآية الله السيستاني مع عبارة "اللقاء التاريخي"، و "أهلا بك في العراق".
زيارة تاريخية
وفي يومه الأول، ألقى البابا خطاباً في بغداد، تطرّق فيه إلى مواضيع حساسة وقضايا يعاني منها العراق، فقال "لتصمت الأسلحة، ولنضع حداً لانتشارها هنا وفي كل مكان، ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام".
وأضاف: "كفى عنفاً وتطرفاً وتحزبات وعدم تسامح، ليعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معاً هذا البلد في الجوار، وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة".
ودعا أيضاً إلى "التصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي".
وتجري زيارة البابا وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي ظل إغلاق تام سببه ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا.
بعد النجف، يتوجه البابا فرنسيس جنوباً أيضاً إلى أور، الموقع الأثري الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي إبراهيم عليه السلام.
كما سيشارك هناك في صلاة مشتركة مع رجال دين شيعة وسنة وأيزيديين وصابئة.