وجه البابا فرانسيس الجمعة 5 مارس/آذار 2021 رسالة تضامن مصورة إلى العراقيين قبيل زيارته التاريخية التي ستجري في ظل تدابير أمنية وصحية مشددة، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
زيارة البابا غير المسبوقة جاءت في وقت يشهد فيه العراق ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، إذ تخطت خمسة آلاف في يوم واحد، وهو رقم قياسي، فيما تفرض السلطات إغلاقاً تاماً يتزامن مع الزيارة. كما تشهد البلاد توترات أمنية.
البابا قال في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي: "أخيراً سوف أكون بينكم.. أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريق والمذهل".
تحضيرات لزيارة البابا فرانسيس إلى العراق
جزء كبير من العراقيين سيكتفي بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم التلفزيونية، وسيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصوصاً استعداداً للزيارة، بالإضافة الى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم الدولة داعش الذي أعلنت القوات العراقية الانتصار عليه وتحرير العراق منه منذ 2017.
ومن أبرز المحطات في زيارة الزعيم الروحي لـ1.3 مليار مسيحي التي ستشمل مناطق في شمال البلاد وجنوبها، النجف الأشرف حيث سيلتقي المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني.
وستغيب بسبب التدابير الوقائية من وباء كوفيد-19، الحشود التي اعتادت ملاقاة البابا في كل زياراته، باستثناء قداس سيحييه الأحد في الهواء الطلق في أربيل في كردستان بحضور نحو أربعة آلاف شخص حجزوا أماكنهم للمشاركة فيه مسبقاً.
وجرت التحضيرات على قدم وساق لاستقبال الحبر الأعظم خلال الأسابيع الأخيرة، من شوارع بغداد الرئيسية وصولاً إلى النجف ومروراً بأور الجنوبية والبلدات المسيحية شمالاً، حيث رفعت لافتات تحمل صوره مرفقة بعبارات ترحيب.
وتحضيراً للزيارة، أزيلت آثار ثلاث سنوات من دمار تسبب به تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق كثيرة، ولكن أيضاً آثار عقود من الفساد والإهمال أنهكا البنى التحتية، فعبّدت طرق، وأعيد تأهيل كنائس في مناطق نائية لم تشهد زائراً بهذه الأهمية من قبل.
رسالة البابا فرانسيس
البابا فرنسيس البالغ 84 عاماً ينوي في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتشار الجائحة، توجيه رسالة تضامن ليس للمسيحيين فقط بل لجميع سكان العراق، مع برنامج حافل في مناطق عدة من البلاد. ومن بغداد إلى النجف وأور وأربيل والموصل وقرقوش، سيعبر مسافة 1445 كلم، في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشاً.
وبعد ساعات من هجوم صاروخي في غرب البلاد استهدف قاعدة عسكرية تؤوي جنوداً أمريكيين، أكد البابا فرانسيس الأربعاء عزمه على المضي بالزيارة لـ"لقاء هذا الشعب الذي عانى كثيراً".
وقال في رسالته المصورة: "أوافيكم حاجاً تائباً لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سني الحرب والإرهاب.. أوافيكم حاجاً يسوقني السلام".
ويرى سعد الرسام، وهو مسيحي من سكان الموصل، أن هذه الزيارة تأتي بوقتها وقال لفرانس برس: "أتمنى من البابا الذي يزورنا في وقت عصيب أن يوضح للحكومة العراقية أن الشعب في حاجة إلى تعويضات وبالأخص أهل الموصل، والكل بشكل عام، لأن الجميع تعرضوا للأذى".
وللمرة الأولى في التاريخ، يزور رأس للكنيسة الكاثوليكية مدينة النجف الأشرف في جنوب العراق، حيث يلتقي بالمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني البالغ من العمر 90 عاماً والذي لا يحبذ الظهورات العلنية.
وكان البابا وقّع قبل عامين في أبوظبي وثيقة تدعو إلى حرية المعتقد إلى جانب إمام الأزهر، أحد أبرز المرجعيات الإسلامية السنية في العالم.
وسيشارك البابا في أور التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم والواقعة في الجنوب النائي، في صلاة ستضم رجال دين شيعة وسنة وأيزيديين وصابئة.