كشفت صحيفة The New York Times الأمريكية، الأربعاء 3 مارس/آذار 2021، أن مهربين أقدموا على إلقاء 80 مهاجراً في البحر، عند المنطقة الواقعة بين القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية، في حادثة هي الثالثة من نوعها خلال أقل من 6 أشهر، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة.
المتحدثة الإقليمية باسم المنظمة الدولية للهجرة، إيفون نديجي، أكدت للصحيفة أن مهربين حشدوا نحو 200 مهاجر، بينهم أطفال، على متن قارب في جيبوتي كان متجهاً إلى اليمن، غير أنه وبعد نحو نصف ساعة من مغادرة الشاطئ بدأ المهربون يصرخون بأن هناك عدداً زائداً من الأشخاص على متن القارب، ليقرروا إلقاء عشرات منهم في البحر.
بحسب المتحدثة، فقد تم انتشال خمس جثث من المياه بحلول أمس الأربعاء، فيما يتلقى بعض الناجين العلاج في مركز تابع للمنظمة الدولية للهجرة في جيبوتي.
وفي حين لم تتوفر معلومات فورية عن هوية المهاجرين، فإن واقع الحال أن آلاف الأفارقة يعبرون البحرَ كل عام إلى اليمن، الذي مزقته الحرب، سعياً وراء رحلة خطرة لقطع هذا البلد والوصول إلى إحدى دول الخليج الثرية، حيث يأملون في العثور على عمل، بالضبط كما يعبر كثير من المهاجرين البحر المتوسط أملاً في الوصول إلى أوروبا من أجل حياة أفضل لأنفسهم وذويهم.
من جهة أخرى، كانت جائحة كورونا قد تسببت في تباطؤ اقتصادي حاد وقيود جديدة على السفر، ما قلّص بدرجة كبيرة من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى الدول العربية.
وكان كثيرون ممن فقدوا وظائفهم العام الماضي قد اضطروا إلى خوض رحلة العودة، وقضى آلاف منهم فترة في مرافق الحجر الصحي الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة في جيبوتي.
حادثة تكررت سابقاً
من جانبه، كتب محمد عبديكر، مدير مكتب الأمم المتحدة في منطقة القرن الإفريقي، على موقع تويتر، أن ثمة واقعتين حدثتا في أكتوبر/تشرين الأول، حيث لقى عشرات من المهاجرين مصرعهم على أيدي المهربين الذين أجبروا الناس على النزول من القارب.
يذكر أنه في إحدى الحالات التي وقعت في عام 2017، غرق 50 شخصاً على الأقل. وأفاد بعض المهاجرين وقتها أنهم تعرضوا للضرب بالعصي والقضبان المعدنية لإجبارهم على النزول من القارب. ويقول آخرون إنهم بمجرد خوضهم البحر، طلب المهربون منهم سعراً أكبر من السعر المتفق عليه، مهددين بإلقائهم في البحر إذا امتنعوا عن الدفع.
وكتب أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، على موقع تويتر الأربعاء: "يجب أن تصبح محاكمة المهربين والمتاجرين بالبشر الذين يستغلون هشاشة وضع المهاجرين أولويةً للمعنيين".