أظهرت قائمة نُشرت الثلاثاء 2 مارس/آذار 2021 أن مؤسس علي بابا وآنت جروب "جاك ما" فقد لقب أغنى رجل في الصين، إذ ازدهرت أوضاع غيره من الأثرياء في الوقت الذي تخضع فيه إمبراطوريته لتدقيق شديد من جانب جهات تنظيمية صينية.
فقد احتل "ما" وعائلته موقع الصدارة في قائمة هورون غلوبال ريتش لأغنى أغنياء الصين في 2020 و2019، لكن أحدث قائمة أظهرت أنه الآن متراجع إلى المركز الرابع خلف تشونغ شانشان صاحب شركة نونجفو سبرينج للمياه المعبأة، و"بوني ما" صاحب تنسنت هولدينجز، وكولين هوانج صاحب شركة التجارة الإلكترونية حديثة العهد بيندودو.
وقال تقرير هورون إن نزول "جاك ما" عن المراكز الثلاثة الأولى يأتي "بعد أن كبحت جهات تنظيمية صينية جماح آنت جروب وعلي بابا على خلفية قضايا مكافحة احتكار".
كلمة مؤسس "علي بابا" تسببت له في متاعب
تسببت في متاعب "ما" في الآونة الأخيرة كلمة ألقاها في 24 أكتوبر/تشرين الأول انتقد فيها منظومة الصين التنظيمية، مما أدى إلى وقف الطرح العام الأولي لآنت جروب التابعة له بقيمة 37 مليار دولار قبل أيام فقط من الإدراج العام لشركة التكنولوجيا المالية العملاقة.
منذ ذلك الحين، شددت الجهات التنظيمية التدقيق فيما يتعلق بمكافحة الاحتكار على قطاع التكنولوجيا بالبلاد، فيما تتلقى "علي بابا" الكثير من هذا الضغط، إذ فتحت الجهة التنظيمية المعنية بالأسواق تحقيقاً رسمياً مرتبطاً بمكافحة الاحتكار بشأن "علي بابا" في ديسمبر/كانون الأول.
بعد ذلك، اختفى "ما"، الذي من غير المعروف عنه الحرص على الابتعاد عن الأضواء، عن أنظار العامة لنحو ثلاثة أشهر، مما أثار الكثير من التكهنات بشأن مكان تواجده. وعاود الظهور في يناير/كانون الثاني في مقطع مصور مدته 50 ثانية.
قيود كثيرة تفرضها الصين على "جاك ما"
فرضت الصين قيوداً على أعمال "جاك ما"، مؤسس شركة علي بابا الشهيرة، بعدما كانت قد تسببت في إفشال خططه لطرح أكبر اكتتاب بالعالم في اللحظات الأخيرة، الأمر الذي أثار مخاوف من اتجاه بكين لفرض قيود تهدد شركاتها الكبرى.
أمر المنظمون الصينيون الحكوميون شركة Ant Group المالية العملاقة، التابعة لشركة جاك ما (Jack Ma)، بأن تعود إلى جذورها كمزوِّد لخدمات المدفوعات، مما يهدد بخنق النمو في أنشطتها التجارية الأكثر ربحاً من قروض المستهلكين وإدارة الثروات، وذلك حسبما ورد في تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية.
بينما قال بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في بيان، الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، إنه استدعى المديرين التنفيذيين لشركة Ant خلال عطلة نهاية الأسبوع، وطلب منهم "تصحيح" خدمات الإقراض والتأمين وإدارة الثروات للشركة. وفي حين لم يطلب مباشرةً تفكيك الشركة، شدد البنك المركزي على أن Ant بحاجة إلى "فهم ضرورة إصلاح أعمالها" ووضع جدول زمني في أقرب وقت ممكن.
تمثل سلسلة المراسيم تهديداً خطيراً لعملية توسيع إمبراطورية Ma المالية عبر الإنترنت، والتي نمت بسرعة، من عملية شبيهة بـPayPal إلى مجموعة كاملة من الخدمات على مدار الأعوام الـ17 الماضية.
نجم روك يفاخر بثرائه
يُعتقد أن الموقف تجاه مؤسسة شركة علي بابا محاولة من الحكومة لتقليص السخط، من جرّاء الحديث في البلاد عن فجوة متزايدة في الثروة وتناقص فرص الشباب.
ينبع التحول في الصورة العامة للسيد "ما" في جزء كبير منه، من الانتقادات المتزايدة للحكومة الصينية لإمبراطوريته التجارية.
في الصين، "جاك ما" مرادف للنجاح. مدرس اللغة الإنجليزية الذي تحول إلى رائد أعمال عبر الإنترنت، هو أغنى شخص في البلاد. أسس علي بابا، وهو أقرب شيء منافس أو نظير لـ"أمازون"، عملاق البيع بالتجزئة الأمريكي.
بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً في عام 2016، كان السيد "ما" أول شخص صيني رفيع المستوى التقاه.
تُرجم هذا النجاح إلى حياة على غرار نجوم الروك وأطلق عليه على الإنترنت "Daddy Ma"، لقد لعب دور سيد الكونغ فو الذي لا يُقهر في فيلم قصير عام 2017، مليء بنجوم السينما الصينيين.
لقد غنى مع فاي وونغ، مغنية البوب الصينية. وبيعت لوحةٌ رسمها مع Zeng Fanzhi، أفضل فنان صيني، في مزاد سوثبيز بمبلغ 5.4 مليون دولار.
بالنسبة لشباب الصين الطموح، كانت قصة بابا ما (Daddy Ma) قصة ملهمة، وجاكي شان الرأسمالية الصينية.
لكن في الآونة الأخيرة، توترت المشاعر العامة وأصبح Daddy Ma الرجل الذي يعبر الناس في الصين عن الكراهية تجاهه. لقد أُطلق عليه لقب "الشرير" و"الرأسمالي الشرير" و"الشبح الدموي".
يترك عدد متزايد من الناس تعليقات مقتبسة من ماركس على أخباره: "يا عمال العالم، اتحدوا!".
تُظهر نظرة تحت السطح اتجاهاً أعمق وأكثر إثارة للقلق، لكل من الحكومة الصينية ورجال الأعمال الذين ساعدوا البلاد على الخروج من عصورها الاقتصادية المظلمة على مدار العقود الأربعة الماضية.