أثار وصول جرعات لقاحات ضد فيروس كورونا إلى تونس جدلاً وأزمة في البلاد، بعدما تم تخصيصها لتطعيم كبار المسؤولين، في حين نفت الرئاسة استخدام اللقاحات من طرفها، فيما أعلنت الحكومة أنها ستفتح تحقيقاً، الإثنين 1 مارس/آذار 2021.
لقاحات أهدتها الإمارات لتونس
نواب في البرلمان التونسي قالوا، الإثنين، إن لقاحات مضادة لفيروس كورونا وصلت لتطعيم مسؤولين كبار في الدولة، وقال النائب بالبرلمان بدر الدين القمودي إن "لقاح كورونا وصل منذ مدة من دولة خليجية (…) تم توزيع اللقاح على كبار المسؤولين والسياسيين وقيادات أمنية.. وللشعب رب يحميه".
وبدوره، قال النائب ياسين العياري إن لقاحات وصلت للرئاسة، وأضاف أن "الرئيس قيس سعيد لم ولن يقبل أن يحصل على تطعيم قبل أن يصل اللقاح للشعب التونسي (…) لم يحصل على التطعيم أي شخص من الرئاسة".
من جانبها، أكدت رئاسة الجمهورية التونسية، في تصريح نقلته وكالة رويترز، أنها لم تأخذ أي جرعة من اللقاحات، وقال مسؤول في الرئاسة: "تحصلت الرئاسة على 1000 جرعة تلقيح هدية من الإمارات ولكن الرئيس قيس سعيد منحها كلها لمصالح الصحة العسكرية".
بدورها أعلنت رئاسة الحكومة التونسية أن رئيسها هشام مشيشي أذن بفتح تحقيق فوري حول ملابسات دخول هذه اللقاحات، وكيفية التصرّف فيها وتوزيعها، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الصباح" التونسية.
نقلت الصحيفة عن رئاسة الحكومة قولها إن "رئاسة الحكومة تؤكد أن إدارة عملية التلقيح تبقى من مسؤولية اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا، في إطار الاستراتيجية الوطنية التي تمّ إرساؤها للغرض، والتي حدّدت الفئات المعنية بالتلقيح بصفة أولوية".
كانت صحيفة "الشروق" التونسية قد ذكرت، في وقت مبكر اليوم، أن الإمارات أهدت رسمياً جرعات اللقاح إلى تونس، واصفة العملية بأنها كانت "سرية"، وأنه "لم يكن من المخطط إعلام الرأي التونسي بها، لو لم يتم كشفها من قِبل رئيس لجنة مكافحة الفساد بمجلس نواب الشعب".
تونس تنتظر اللقاحات
وحتى الآن لم تتلق تونس أي شحنات من لقاحات كورونا، وهي من البلدان القليلة التي لم تحصل عليها وسط إحباط اجتماعي واقتصادي، في حين بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد لنحو 233 ألفاً والمتوفين ثمانية آلاف، حتى تاريخ اليوم.
يُذكر أن الصين أعلنت، يوم الخميس 25 فبراير/شباط 2021، أنها أبدت استعدادها لمنح تونس 100 ألف جرعة من لقاح كورونا دون مقابل، حيث طورت الصين عدة لقاحات ضد الفيروس، أبرزها "كورونافاك" و"سينوفارم".
قبل شهر كان وزير الصحة التونسي فوزي مهدي قد أعلن أن دفعة أولية من لقاحات كورونا تضم 50 ألف جرعة ستصل البلاد قبل نهاية فبراير/شباط الماضي، دون أن يحدد نوعيتها.
فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن تونس ستحصل على 4.8 مليون جرعة من لقاحات كورونا عبر برنامج "كوفاكس" التابع لها.