كشف تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، الإثنين 1 مارس/آذار 2021، بعض اللقطات الجديدة التي وُصفت بالمروعة والتي أعقبت استهداف إيران قاعدة أمريكية في العراق بعد مقتل القائد العسكري قاسم سليماني.
إذ قال الجنرال فرانك ماكنزي، من سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، لشبكة CNN الإخبارية الأمريكية، إن واشنطن كانت لديها خطة للانتقام في حال أسفر هذا الهجوم عن مقتل أي أمريكي، وإنه لولا عمليات الإجلاء التي نُفّذت قبل الهجوم الصاروخي الإيراني، لكان أكثر من 100 جندي أمريكي لقوا مصرعهم، على حد قوله.
قصف إيراني على قاعدة أمريكية
كانت إيران أطلقت في 8 يناير/كانون الثاني 2020، 11 صاروخاً على قاعدة عين الأسد الجوية، حيث كان يتمركز 2000 جندي أمريكي بغرب العراق.
إذ عانى 100 جندي من إصابات في الدماغ، ولا يزال كثيرون يعانون آلاماً في الرأس وصداعاً مستمراً حتى الآن، حيث دوَّت التفجيرات فوق رؤوسهم وانطلقت نيرانها بارتفاع 70 قدماً في السماء ليلاً.
لكن قبل شن الهجوم، اتُّخذ قرار إجلاء نصف عدد الجنود المتمركزين في القاعدة. ومع ذلك، كانت هناك حاجة إلى بقاء 1000 جندي؛ لتشغيل القاعدة والدفاع عنها.
فيما تُظهر اللقطات المصوّرة، التي أعقبت الحادث، فوّهات ناجمة عن الانفجار يتجاوز عمقها 10 أقدام في الأرض (نحو 3 أمتار)، إضافة إلى منشآت مهدّمة وحواجز خرسانية تطايرت في مختلف أنحاء القاعدة الجوية.
حرب إيرانية مع أمريكا
يعتقد الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أنَّه لو لم يأمر قواته بإخلاء القاعدة، لكانت الولايات المتحدة قد خاضت حرباً مع إيران.
إذ قال ماكنزي لبرنامج "60 Minutes"، وهو برنامج تلفزيوني يُعرض على قناة CBS الأمريكية، إنَّ "الولايات المتحدة كانت ستخسر من جرّاء الهجوم، من 100 إلى 150 جندياً ومن 20 إلى 30 طائرة لو لم يتّخذ قرار الإخلاء".
في السياق ذاته، أشار رائد الجيش آلان جونسون، إلى أنَّ الإجراءات التي اتُّخذت لم تكن تتلاءم مع حجم الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له القاعدة، قائلاً لشبكة CNN الأمريكية، إنَّ الصواريخ اندفعت فوق رؤوسهم مثل "قطار الشحن السريع" قبل أن تسقط على الأرض، في حين تكدَّس ما يصل إلى 40 جندياً بمخابئ صغيرة مُخصّصة لـ10 أفراد فقط وغير مهيأة لتتحمّل هذا القدر من النيران الكثيفة.
أضاف أنَّ "الكلمات لا يمكنها حتى وصف حجم النيران الناجمة عن هذا الهجوم، اعتقدنا أننا سنحترق حتى الموت".
كما أوضح جونسون، الذي كان واحداً من 29 جندياً مُنحوا وسام "القلب الأرجواني"؛ لشجاعتهم خلال الهجوم، أنَّه ركض وجنود آخرون مسافة ملعب كرة قدم؛ للاحتماء في مخابئ صغيرة ممتلئة على آخرها بالقوات المذعورة.
رد على مقتل سليماني
في حين صرَّح الجنرال ماكنزي لشبكة CBS الأمريكية، بأنهم كانوا على يقين بأنَّ إيران ستردُّ على مقتل قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة نفّذتها طائرة بدون طيار أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
ومع ذلك، يؤكد ماكنزي أنَّ قتل القائد الإيراني كان القرارَ الصائب الذي ينبغي اتخاذه، قائلاً إنَّ "أيادي قاسم سليماني ملطخة بدماء كثير من الأمريكيين، كان العنف والموت يتبعانه أينما ذهب".
ماكنزي أضاف: "لا أعتبر قتل أي شخص قراراً سهلاً، لكن أعتقد أنَّ خطر عدم اتخاذ إجراء في هذه الحالة يفوق مخاطر اتخاذه، لذا، كنت أدعم قرار قتل سليماني".
كان الجنرال ماكنزي يراقب الهجوم من المقر الرئيسي في تامبا، بفلوريدا، وانضم إليه هاتفياً وزير الدفاع الأمريكي والرئيس دونالد ترامب.
وكانت المعلومات الاستخباراتية قد وصلت إلى الولايات المتحدة بأنَّ إيران كانت تُجهّز 27 صاروخاً باليستياً متوسط المدى لاستهداف قاعدة عين الأسد. أطلقت طهران 16 صاروخاً في 8 يناير/كانون الثاني، أصاب 11 منها الهدف وأخطأ 5.
إذ وصف ماكنزي كيف أنَّ عملية إجلاء 1000 جندي من القاعدة كان يجب إدارتها بعناية؛ حتى لا يرى الإيرانيون مغادرة الجنود ويكون لديهم الوقت لتعديل خطة هجومهم.
في المقابل راقبت طهران قاعدة عين الأسد من خلال شراء صور الأقمار الصناعية، لذا انتظر ماكنزي حتى قاموا بتحميل آخر صورة في ذلك اليوم.
إذ أراد الإيرانيون قتل عدد من الأمريكيين في ذلك اليوم، لكن معظمهم احتموا بملاجئ تحت الأرض أو غادروا القاعدة الجوية. ومع ذلك، واجه بعض الجنود الاحتمال المرعب المتمثّل في ضرورة البقاء فوق الأرض أثناء القصف، في حال أعقبه هجوم بري.
فيما قال الرقيب كيمو كيلتز، الذي كان متمركزاً داخل نقطة حراسة عندما سقطت الصواريخ، إنَّه أصيب بارتجاج في المخ، كما عانى الرائد آلان جونسون من إصابة في الرأس ولا يزال يعاني من آثارها حتى الآن.