سرقة هويات الحاصلين على وسام الشرف من الكونغرس بهجوم سيبراني.. متسلل روسي نجح في مخططه

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/01 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/01 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
هجوم سيبراني، تعبيرية

قال موقع The Daily Beast الأمريكي، الأحد 28 فبراير/شباط 2021، إن متسللاً سيبرانياً روسيّاً سرق هويات 22 شخصاً من أصل 75 شخصاً من الحاصلين على وسام الشرف من الكونغرس الأمريكي، مستخدماً بياناتهم الشخصية المسروقة لشراء منتجات بعشرات الآلاف من الدولارات من Apple وساعات فاخرة من المخازن العسكرية الأمريكية.

شُحنت بعد ذلك البضائع الباهظة إلى ما لا يقل عن 20 عنواناً مختلفاً في الولايات المتحدة، باستخدام أشخاص خُدعوا من دون قصد- وُظفوا من خلال إعلانات تبدو حسنة النية عبر الإنترنت- وأعادوا بعد ذلك توجيه الطرود إلى إحدى ضواحي العاصمة موسكو التي تضم أكاديمية تدريب لوكالة تجسس روسية.

فيما قال المحققون، إن المُتسلل السيبراني جمع ما يقرب من 55 ألف دولار من البضائع المسروقة، وذلك في نحو 50 صفقة منفصلة. ولم ترد أسماء الحاصلين على الأوسمة، الذين كانت تُستخدم معلوماتهم الشخصية في الملفات، التي كُشف النقاب عنها في ديسمبر/كانون الأول عام 2020.

أعلى جائزة عسكرية بأمريكا

يشار إلى أن وسام الشرف من الكونغرس هو أعلى جائزة عسكرية في البلاد تُمنح للبسالة، وقد مُنح لأول مرة في عام 1863.

من جهتهم، قال قدامى المحاربين العسكريين الأمريكيين إنهم وقعوا ضحايا لسرقة الهوية بنسبة 76% أكثر من أفراد السكان المدنيين، وفقاً للجنة التجارة الفيدرالية (FTC).

بينما علمت وكالة الخدمة السرية، لأول مرة، بخداع الحاصلين على وسام الشرف من الكونغرس، في فبراير/شباط 2014. وقد استُخدمت البيانات الشخصية المسروقة لإنشاء خطوط ائتمان احتيالية من خلال خدمة التبادل التجاري في مخازن الجيش والقوات الجوية (AAFES)، وهي شبكة من متاجر البيع بالتجزئة في القواعد العسكرية التي تديرها وزارة الدفاع.

والخدمة السرية هي وكالة حكومية تابعة لوزارة الأمن الداخلي للولايات المتحدة (حتى إلى مارس/آذار 2003، أصبحت تتبع خزينة الولايات المتحدة)، لها مهمتان منفصلتان: الأولى مكافحة تزوير العملات والاحتيال المتعلق بالأموال، والثانية حماية رئيس الولايات المتحدة، ونائب الرئيس، وأسرهما، وبعض الشخصيات مثل مرشحي الرئاسة أو منصب نائب الرئيس والرؤساء السابقين، إضافة إلى بعض المسؤولين، وكبار الشخصيات الأجنبية التي تزور الولايات المتحدة.

إعلانات على مواقع الإنترنت

موقع The Daily Beast الأمريكي لفت إلى أن الوسطاء جُندوا إلى حد كبير، من خلال إعلانات على مواقع الإنترنت التي تستهدف المتحدثين بالروسية الذين يعيشون في الولايات المتحدة.

من جهته، أكد كيريل موتورين، عامل تنظيف مداخن في ولاية ماريلاند، وهو أحد الذين استجابوا للإعلانات، أنه لم يتحدث قط عبر الهاتف مع أي شخص متورط، وقال إنه لم يعرف قط اسم الشخص الذي كان يعمل لديه.

موتورين، وهو مواطن إسرائيلي يتحدث الروسية، ذكر في تصريح لموقع The Daily Beast، أنه قال لعملاء الخدمة السرية الذين ظهروا في نهاية الأمر بمنزله، أن وظيفته "كانت تلقي الطرود، التي تحتوي في الغالب على أسماء مستلمين مختلفة وقادمة من شركات مختلفة، ثم إعادة توجيه الطرود إلى عناوين أخرى في كل من الولايات المتحدة وروسيا"، لافتاً إلى أنه حصل على 20 دولاراً مقابل كل طرد، وأن جميع المراسلات مع "صاحب العمل" حدثت عبر البريد الإلكتروني.

كان المتسلل السيبراني الروسي وموتورين قد أنشآ مساراً ورقياً للمنتجات التي حصلا عليها عن طريق الاحتيال، وهو ما أوضحه الأخير للمحققين. وقد شمل ذلك نسخاً من إيصالات خدمة البريد الأمريكية التي استخدمها موتورين ليثبت لرئيسه أنه شحن البضائع بالفعل كما وعد.

مراسلات عبر البريد الإلكتروني

كما زوّد موتورين وكالة الخدمة السرية بمراسلات بريد إلكتروني أرسلتها جهة اتصال خارجية، تفيد بأن موتورين سيُدفع له مقابل عمله من خلال حساب PayPal. وفي إحدى الرسائل، ناقشت جهة الاتصال وموتورين شحنة من أجهزة Apple، التي اشتُريت من خلال خدمة التبادل التجاري باستخدام هوية مسروقة. وقال المحتال المزعوم، إن المعدات سترسل بالبريد إلى منزل موتورين في ولاية ماريلاند، وتحتاج لإعادة شحنها إلى بالاشيكا، في روسيا.

لكن المحققين تمكنوا من ربط عنوان البريد الإلكتروني الذي استخدمه المحتال المزعوم بثلاثة "منتديات بطاقات" روسية، وهي مواقع يشتري فيها لصوص الهوية البيانات الشخصية المسروقة ويبيعونها. ووفقاً للسجلات على الإنترنت، فإن البريد الإلكتروني مرتبط بـ"يفغيني فيريميتشيك" من روسيا.

إلا أنه لم يرد اسم فيريميتشيك كمدعى عليه في ملفات المحكمة الفيدرالية، ومن غير المعروف مسار قضية سرقة هويات الحاصلين على وسام الشرف من الكونغرس.

أضاف موتورين أنه ليست لديه أي فكرة عما حدث بعد أن استجوبته الخدمة السرية، متابعاً: "تحدث معي مرة واحدة"، في إشارة إلى العميل الذي أجرى المقابلة معه، مضيفاً: "وهذا كل شيء".

جدير بالذكر أن تلك الواقعة جرى الكشف عنها من خلال طلب أمر تفتيش من وكالة الخدمة السرية، والذي حصل عليه موقع The Daily Beast الأمريكي.

تحميل المزيد