قضت السلطات القضائية في مدينة دبي الإماراتية، الأحد 28 فبراير/شباط 2021، بالسجن عامين وغرامة مالية قدرها 200 ألف درهم بحق رجل أعمال أوروبي نثر ما يقرب من 50 ألف يورو من نافذة سيارته بالهواء أمام تجمع لعمال آسيويين في منطقة القوز الصناعية ليلتقطوها من الأرض بصورة مهينة، وبطريقة تحط من كرامة الإنسان، وذلك بهدف زيادة عدد متابعيه على "إنستغرام"، والظهور بمظهر الثري الذي يعيش حياة ترف وبذخ.
فيما تفاعل بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الحكم الذي أصدرته المحكمة الجزائية في دبي، والتي نظرت القضية لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2020.
إذ دلت حيثيات القضية، حسب وسائل إعلام محلية، على أن رجل الأعمال الشاب ارتكب تلك "الجريمة المركبة" من أجل زيادة عدد متابعيه على "إنستغرام"، وخداعهم بأنه صاحب مال وجاه، وأنه يعيش حياة مترفة في دبي، بعد أن ظهر في مقطع فيديو على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، وهو يقود سيارة في منطقة القوز الصناعية أمام مجموعة من العمال، ويحمل رزمات من عملة اليورو فئة الـ 500، ويرميها في الهواء.
فقد أظهر مقطع الفيديو، الذي استندت إليه المحكمة، تهافت العمال على التقاط الأموال بين سيارات المارة بصورة رأتها السلطات "مهينة" و"تسيء إلى النظام العام".
كانت النيابة الإماراتية قد اطلعت على قرص تسجيلات وصور للمتهم، منها مقطع ليد شخص يحمل 4 رزم من الدولارات يستعرضها من نافذة برج مطل على البحر وعلى عين دبي، ومقطع آخر للمتهم وهو مستلق على رزم دولارات، وآخر للفيديو الموصوف الخاص بالدعوى القضائية.
"مهووس بالشهرة"
حسب التحقيقات، كان مجموع الأموال التي نثرها الشخص الأوروبي، الذي وصفته وسائل إعلام إماراتية، بأنه "مهووس بالشهرة"، في الهواء، نحو 50 ألف يورو، ولكنها كانت مزوّرة وليست حقيقية.
يشار إلى أن المتهم كان قد اعترف بعد إلقاء القبض عليه بأنه أدخل إلى الإمارات 740 ألف دولار أمريكي مزيّفة من فئة 100، بعد أن طلبها عبر موقع إلكتروني وشُحنت إليه من بلد آسيوي. كما حاز على 467 ألف يورو من فئة الـ500، اشتراها بألف درهم من بائع آسيوي طبعها له في محله، بناءً على طلبه وادعائه بأنه سيقيم حفلة وسيوزعها على المدعوين كنوع من العرض فقط.
كما قررت المحكمة الجزائية بمعاقبة البائع الآسيوي بنفس مدة السجن والغرامة التي حصل عليه الشاب الأوروبي، لإدانته بالتهمة المنسوبة إليه، إذ ألقت الشرطة القبض عليه خلال تسليمه رجل الأعمال مبلغ 1.5 مليون يورو مزيّفة، وتسلّمه منه 1100 درهم لقاء خدمة الطباعة والتزييف.