وجد القائد السابق لشرطة دبي، ضاحي خلفان، نفسه في ورطة أمام السعوديين، بعد نشره تغريدة السبت 27 فبراير/شباط 2021، حول التقرير الاستخباراتي الذي نشرته أمريكا حول مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي، وبينما أراد خلفان الدفاع عن المملكة أثار ضده موجة انتقادات على شبكات التواصل.
خلفان وعلى حسابه في تويتر، نشر تغريدة فهم منها السعوديون أنه يسيء فيها لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكتب: "نتوقع من إدارة بايدن كحد أدنى، أن تشترط محاسبة سعود القحطاني، من أجل عودة العلاقات الطبيعية مع الرياض، فإذا لم يتم تفكيك ذلك الجهاز الإجرامي المحيط بابن سلمان، فسيكون هناك المزيد من الضحايا".
أراد خلفان من هذه التغريدة الدفاع عن المملكة وتسخيف التقرير الاستخباراتي الأمريكي، الذي أورد اسم سعود القحطاني كأحد المتورطين في قتل خاشقجي، وهو ما يتضح في تغريدات لاحقة كتبها خلفان عن القحطاني، وهاجم فيها التقرير الأمريكي.
لكن خلفان لم يشِر في تغريدة "الشبكة الإجرامية المحيطة بالأمير محمد" إلى أنه اقتبسها من مقال كتبته هيئة التحرير في صحيفة Washington Post (يمكن الوصل إليه من هنا) عقب صدور التقرير الأمريكي، حيث أشارت الصحيفة إلى ضرورة معاقبة القحطاني الذي اعتبرته مسؤولاً عن العديد من الانتهاكات.
في تغريدات لاحقة لهذه التغريدة، استهزأ خلفان بورود اسم القحطاني، وما كتبته الصحيفة الأمريكية، وكتب: "يعني الآن المشكلة العظمى لامريكا مع السعودية، سعود القحطاني!!!".
في تغريدة أخرى كتب القحطاني: "مالك يا بايدن ومال سعود القحطاني.. أنت مسؤول توظيف….أنت رئيس دولة عظمى!".
لكن هذا الخطأ الذي ارتكبه خلفان أثار غضباً واسعاً بين سعوديين هاجموا تغريدته التي اضطر إلى حذفها فيما بعد، لكنها لا تزال تظهر على محرك البحث جوجل، فضلاً عن التقاط مستخدمين في تويتر صوراً لها قبل حذفها.
الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي، خالد آل هميل السبيعي، هاجم خلفان في تغريدة على حسابه في تويتر، وقال إن ما كتبه خلفان "كلام بذيء يعكس سياسة متلونة، ونعرف أسبابها ودوافعها".
من جانبه، علّق مستخدم سعودي آخر لموقع تويتر اسمه عبدالله الشهراني على تغريدة خلفان، وكتب: "ضاحي خلفان يقول ما في نفوس معازبية وهم أخطر علينا من إيران والصهاينة".
كذلك كتب حساب سعودي آخر: "بالضبط كلام عايده صح ضاحي خلفان أو غيره، أي شخص راح يسيء ببساطة راح نرد، ما حد منزه ولا أحد عليه علامة عدم تعرض".
يُشار إلى أن الاستخبارات الأمريكية، قالت في تقريرها الذي نُشر أمس الجمعة: "نحن نقدر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية في اسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي".
الاستخبارات الأمريكية أضافت: "نحن نبني هذا التقييم على سيطرة ولي العهد على صنع القرار في المملكة، والمشاركة المباشرة لمستشار رئيسي وأعضاء من رجال الأمن الوقائي لمحمد بن سلمان في العملية، ودعم ولي العهد لاستخدام الإجراءات العنيفة لإسكات المعارضين في الخارج، بما في ذلك خاشقجي".
وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها خلفان غضب سعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي، ففي شهر أغسطس/آب 2019، هاجم خلفان التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وشن هجوماً لاذعاً ضد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي تدعمه الرياض، واصفاً إياه بـ"رجل الغدر والخيانة".
حينها كتب خلفان: "يا قيادة التحالف.. أنتم قادة ونحن لا نفهم شيئاً.. تحاربون الإخوان في مصر وتركيا وتحتضنونهم في اليمن، وتنسون أن للأفاعي سماً قاتلاً. أي منطق بالله عليكم.. الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي مصدوم من هذا التناقض". وأضاف في تغريدة أخرى: "التحالف هل له عقل يفكر ياترى؟؟".
على إثر هذه التغريدات أطلق سعوديون حينها هاشتاغ "ضاحي خلفان يسيء للمملكة". وكثيراً ما تثير التغريدات التي ينشرها خلفان أحد أبرز الشخصيات في الإمارات، الجدل بسبب تناوله للقضايا الحساسة والساخنة.