وجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن رسالة تحذيرية إلى إيران، عقب الضربة الجوية التي وجّهها طيران بلاده أمس الجمعة، 26 فبراير/شباط 2021، لميليشياتها في سوريا، قائلاً "إن إيران لا يمكنها الإفلات من العقاب"، في الوقت الذي ندد فيه نظام بشار الأسد بالقصف الجوي ووصفه بـ"الجبان".
الرئيس الأمريكي وخلال جولة تفقدية أجراها في ولاية تكساس لمعاينة الأضرار الناجمة عن عاصفة شتوية شديدة حصلت هناك، أجاب عن سؤال الصحفيين حول الرسالة التي يوجهها لإيران بالضربات الجوية الأمريكية في سوريا، فأجاب: "لن تفلتوا من العقاب. احذروا".
كان بايدن أمر بضربات جوية على منشآت تابعة لفصائل مدعومة من إيران في شرق سوريا، رداً على هجمات صاروخية على أهداف أمريكية بالعراق.
تنديد من النظام السوري
من جانبه، قال نظام بشار الأسد إن الضربات الجوية الأمريكية على فصائل تدعمها إيران في شرق سوريا الجمعة عمل "جبان"، مطالباً الرئيس جو بايدن بعدم انتهاج "شريعة الغاب"، حسب قوله.
وقالت خارجية النظام السوري في بيان، إن الهجوم "يشكل مؤشراً سلبياً على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، التي يفترض بها أن تلتزم بالشرعية الدولية، لا بشريعة الغاب التي كانت تنتهجها الإدارة الأمريكية السابقة".
يأتي ذلك بعد أن أبدت موسكو كذلك انزعاجها من الضربة التي نفذتها الطائرات الأمريكية ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار في بيان إلى أن الولايات المتحدة حذرت روسيا قبل عدة دقائق فحسب من تنفيذها ضربة جوية في سوريا، وهو ما وصفه بأنه "غير كافٍ".
وكالة إنترفاكس الإخبارية الروسية نقلت عن لافروف دعوته للولايات المتحدة لإعادة الاتصالات مع موسكو، لتوضيح موقف إدارة الرئيس جو بايدن، من الضربات التي نفذت في سوريا.
الضربة الجوية الأولى في عهد بايدن
قال مسؤول في فصيل عراقي مسلح مقرب من إيران، إن الضربات الأمريكية أدت إلى مقتل مسلح وإصابة أربعة، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنها كانت محدودة النطاق ومُعدة بعناية شديدة، لإظهار أن إدارة بايدن ستتصرف بحزم، لكنها لا تريد الانزلاق إلى أتون تصعيد كبير في المنطقة.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت مصادر محلية ومصدر طبي في شرق سوريا لرويترز إن 17 على الأقل قتلوا، لكنها لم تُضف مزيداً من التفاصيل. ولم يتسن التأكد من العدد الإجمالي.
وتبحث واشنطن وطهران عن أقصى حد من النفوذ أثناء محاولات العودة إلى الاتفاق النووي، الذي أُبرم في 2015، وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018، في خطوة أشعلت توترات إقليمية وتزايدت في أعقابها المخاوف من اندلاع صراع شامل.
واستهدفت الضربات الأمريكية، التي تعتبر أول تحرك عسكري في عهد الرئيس جو بايدن، مواقع الفصائل المسلحة على الجانب السوري من الحدود مع العراق، حيث تسيطر جماعات مدعومة من طهران على معبر مهم للأسلحة والأفراد والبضائع.
ويتهم مسؤولون غربيون وبعض المسؤولين العراقيين الجماعات التي تدعمها إيران بالتورط في هجمات صاروخية دامية، استهدفت مواقع وأفراداً أمريكيين بالعراق الشهر الماضي.
رد محدود
من جانبهم، رحّب مشرعون أمريكيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالضربات الجوية، لكن عدداً من الديمقراطيين تساءلوا عن المبرر القانوني الذي نُفذت بموجبه الضربات، وعن مواصلة العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.
وقال السيناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل يصوت مع الديمقراطيين "أنا قلق بشدة من أن الضربات التي نفذتها القوات الأمريكية الليلة الماضية في سوريا تضع بلادنا على طريق مواصلة الحرب الدائمة بدلاً من إنهائها".
وقال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الضربات الأمريكية دمّرت إجمالاً تسع منشآت، ودمرت جزئياً منشأتين في نقطة سيطرة حدودية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران، ومنها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، إن قرار توجيه هذه الضربات يهدف إلى إرسال إشارة بأن الولايات المتحدة تريد معاقبة الجماعات المتشددة، لكنها لا تريد أن ينزلق الوضع إلى صراع أكبر.