وجَّه الأمير الحسن بن طلال، عم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، رسالة إلى الإسرائيليين، عبر مقال كتبه في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، أكد فيه على ضرورة التقدم في عملية السلام، قائلاً بشكل مباشر: "حان الوقت لبداية جديدة".
ففي رسالة "غير معهودة" حسب ما وصفها موقع "i24news" الإسرائيلي، بعث الأمير الحسن برسالة إلى مواطني إسرائيل قال فيها إن الأردن حريص على إبقاء أبوابه مفتوحة أمام الإسرائيليين والتواصل معهم.
ويعتقد الأمير الحسن، العضو البارز في العائلة المالكة الأردنية، بحسب المقالة، أن الوقت قد حان لتحقيق انفراجة سياسية، ولكن بشرط إقامة دولة فلسطينية وتقسيم القدس.
حان وقت "الاحترام المتبادل"
ففي المقالة قال الأمير الأردني: "في أكتوبر/تشرين الأول القادم يصادف الذكرى السنوية الـ27 على توقيع اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، هذا الاتفاق التاريخي الذي يجب أن يكون بمثابة معلم هام نحو السلام بين شعوب المنطقة. للأسف، السياسة الإقليمية قادتنا إلى اتجاهات أخرى".
الأمير الحسن طالب في مقاله الجميع "بالانتقال من حالة العداء والشتائم والإذلال إلى الاحترام المتبادل"، مشيراً إلى أن هذا "التغيير يجب أن يبدأ من الأسفل، من النسيج الاجتماعي والبشري للشعوب".
بحسب الأمير، فإن "الوقت قد حان باعتقاده لإلقاء نظرة أخرى على منطقتنا من منظور واسع، يشمل الشرق الأوسط بأكمله، بما في ذلك مصر وتركيا وإيران وبالطبع إسرائيل"، قائلا إن "مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المسؤولين، وإنه إذا لم يتم انتهاز هذه الفرصة المتاحة أمامنا، فسنكون جميعاً مذنبين في ذلك".
الأمير قال إن الهدف الرئيسي الآن هو العمل على زيادة استقرار دول المنطقة، بما في ذلك دولة فلسطين، التي يجب أن تكون موجودة إلى جانب إسرائيل "في إطار حل الدولتين، وضمان تسوية سياسية تشمل تقسيم القدس".
كما أضاف: "اليوم، بما أن 'التطبيع' يتجاوز الاتفاقيات الثنائية، إلى صفقات قائمة على المصالح الاقتصادية والتحالفات الدفاعية أمام الأعداء المشتركين، يوجد لنا فرصة استثنائية لكسر الجمود والخروج إلى طريق جديدة تهدف للتوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط حتى نهاية العقد الحالي".
وأكد الأمير الأردني: "لهذا السبب وجدت أنه من المناسب التوجه في هذه الرسالة إلى قراء 'يديعوت أحرونوت' على وجه الخصوص، ولمواطني إسرائيل عموماً. بعد كل شيء، السلام رغم أنه بين الدول والحكومات، لكنه يبدأ منا، من المواطنين".
حالة من القطيعة
تأتي هذه المقالة في الوقت الذي يقاطع ملك الأردن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا يجيب على اتصالاته، وفقاً للصحيفة العبرية، يأتي ذلك منذ العام الماضي، حينما شرعت الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية وغور الأردن وفقاً لصفقة القرن الأمريكية، وهي الخطوة التي رفضتها الأردن بشدة.
بسحب الصحيفة فإن هذه الرسالة تعد محاولة لكسر الجمود في العلاقات بين البلدين، ولكن بحذر ودون أن ينحرف الخط الرسمي للدولة عن خطابه الحالي الذي يحمل لهجة تصعيدية ضد إسرائيل.