كشف موقع Al-Monitor الأمريكي، في تقرير نشره يوم الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2021، أن كثيراً من كبار مسؤولي الاستخبارات والداخلية بالعراق تمت إزاحتهم من مناصبهم، بعد هجوم انتحاري حدث في بغداد أواخر يناير/كانون الثاني 2021.
الإقالات التي طالت قيادات الاستخبارات والداخلية، تضمنت إزاحة أبو علي البصري قائد خلية الصقور فائقة السرية في العراق منذ إنشائها، والذي لم يكن اسمه معروفاً لوسائل الإعلام قبل الإعلان عن عزله.
إزاحة قائد خلية الصقور من منصبه
كانت خلية الصقور الاستخباراتية، التابعة لوزارة الداخلية، تُدار بشكلٍ رئيسي منذ فترةٍ طويلة من خلال البصري، الذي قال في تصريحات صحفية سابقة، إنه كان الشخصَ الرئيسي وراء تأسيس الوحدة الاستخباراتية فائقة السرية. ومن بين الدول التي تعاونت مع الوحدة، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
في حين قال أبو علي البصري تعليقاً على إقالته، إنه "لم تقع أيُّ هجماتٍ كبيرة في بغداد منذ ثلاث سنوات"، مشيراً إلى أن ذلك دليلٌ على نجاح عمله. ووقع الهجوم الانتحاري الأخير بالعاصمة في الساحة نفسها التي وقع فيها هجومٌ آخر في 2018.
في المقابل، ظلَّ البصري بهذا المنصب لأكثر من عقدٍ من الزمن، منذ إنشاء الوحدة، وسيحتفظ بمنصبٍ في وزارة الداخلية، وقد أُشيدَ به وبالوحدة على نطاقٍ واسع في السنوات السابقة. وقال البصري إنه غير مُخوَّلٍ له التعليق أكثر من ذلك.
صلات أبو علي البصري بإيران
في حين زعم أحد التقارير أنّ سبب إقالته هو قربه المزعوم من الميليشيات بإيران، قائلاً إن خلية الصقور كانت "واحدةً من أكثر الفصائل المدعومة من إيران في العراق".
لكن مسؤولاً حكومياً عراقياً رفيع المستوى قال إنه يعتقد أن البصري كان "يغطي" أربعة أفراد لهم علاقة بمقتل النشطاء والصحفيين. وكان الأربعة قد اعتُقِلوا بالبصرة، في 15 فبراير/شباط 2021.
كان أحد المقربين من البصري قد قال إن قائد خلية الصقور معروفٌ في السنوات السابقة، بأنه "الوحيد الذي يمكنه أن يقول لا"، لنوري المالكي حين كان رئيساً للوزراء، وإن البصري كان يحظى باحترامٍ واسعٍ من العديد من الأطراف في العراق.
من ناحية أخرى ألقى البعض باللوم على المالكي، زعيم حزب الدعوة الشيعي ورئيس الوزراء في الفترة من 2006 إلى 2014، في إثارة التوتُّرات الطائفية على مرِّ السنوات.
شخص ذكي ومتواضع
في سياق متصل فإنه على المستوى الشخصي، كان البصري ذكياً ومتواضعاً للغاية، وكان يسافر دون حراسة كجزءٍ من جهوده للبقاء بعيداً عن الأنظار، على حدِّ قوله في ذلك الوقت.
إذ تحدَّث البصري في مقابلة سابقة، عن عمليات وحدة الصقور ضد القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومن ضمنها عملية مشتركة عبر الحدود مع القوات الجوية العراقية، حيث زعم أن زعيم داعش، أبوبكر البغدادي، أُصيبَ في مدينة هجين بمنطقة دير الزور، شرق سوريا.
أبو علي البصري قال بمقابلة أخرى في 2019، إن وحدته لم تكن على اتصالٍ مُطلَقاً بالحكومة السورية، ولكن كانت هناك "غرفة عمليات من أربعة أعضاء" ببغداد في ذلك الوقت، تشمل سوريا وإيران والعراق وروسيا، ومن خلال هذه الغرفة كانت تُمرَّر المعلومات اللازمة لإنقاذ الأرواح.
يُذكر أن خلية الصقور اكتسبت اهتماماً دولياً بعد مقالٍ مُطوَّلٍ بصحيفة New York Times الأمريكية في أغسطس/آب 2018، كتبته مارغريت كوكر، عن متسلِّلٍ اخترق تنظيم الدولة الإسلامية قُتِلَ وهو حارث السوداني، وكان من خلية الصقور، وقد أسفر المقال عن منح عائلة "السوداني" مزايا عديدة رغم عدم العثور على جثته.