توفي وزير البترول السعودي السابق، أحمد زكي يماني، الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2021، في العاصمة البريطانية لندن، عن عمر ناهز 90 عاماً، وذكرت وسائل إعلام سعودية أن جثمانه سيُنقل إلى المملكة، حيث سيُدفن في مقابر المعلاة بمدينة مكة.
يماني من مواليد مدينة مكة عام 1930، تخصص في دراسات القانون في عدد من الجامعات حول العالم، منها جامعة القاهرة، ونيويورك، كما تخرج في جامعة هارفارد، وكامبريدج، وماساتشوستس.
يُعد اليماني أحد أبرز وزراء البترول في تاريخ المملكة العربية السعودية، فهو ثاني شخص كان يتقلد منصب الوزارة، كما أنه أول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط والمعروفة باسم (أوبك).
قطع البترول عن أمريكا
كان يماني قد تصدر المشهد على الساحة السياسية، إبان حظر النفط الذي فرضته دول عربية على رأسها السعودية في العام 1973، وذلك بهدف دفع الدول الغربية إلى إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها تل أبيب في حرب 1967.
كان الحظر قد فُرض على الشحنات الخام إلى الغرب، خصوصاً أمريكا، وهولندا، حيث قامت الأخيرة بتزويد إسرائيل بأسلحة، فضلاً عن سماحها للأمريكيين باستخدام المطارات الهولندية لدعم إسرائيل خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973.
آنذاك هدد يماني بتفجير آبار النفط السعودية حال إقدام الولايات المتحدة على غزو بلاده للسيطرة على آبارها النفطية، وسبق أن جرت محاولات لتنفيذ حظر نفطي بعد حرب 1967، ولكن لم تنجح، وكانت السعودية دائماً ترى ضرورة الفصل بين النفط والسياسة، ولكن حرب أكتوبر/تشرين الأول خلقت زخماً جديداً في هذا الملف.
وفي عام 1988، أسس يماني مركز "مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي" التابعة لـ"مؤسسة يماني الخيرية"، وهدفها المحافظة على الإعمال الإسلامية التاريخية وتعريفها للعالم.
وبحلول عام 1990، أنشأ "مركز دراسات الطاقة العالمي" في لندن، الذي يعنى بتحليل الأسواق لتوفير معطيات ومعلومات موضوعية حول القضايا المتعلقة بالطاقة.
تعرض يماني للخطف
كان يماني قد تعرض في العام 1975 إلى عملية اختطاف مع عدد من وزراء النفط في منظمة أوبك، ونفذ العملية حينها إيليش راميريز سانشيز الملقب بـ"كارلوس الثعلب"، وهو فنزويلي، اعتننق الإسلام وعمل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
الوزير يماني كان من بين المستهدفين بخطة كارلوس للسطو على اجتماع أوبك، حيث اختطف 80 ممثلاً في فيينا كرهائن، بما في ذلك وزراء النفط في 11 دولة، بالتعاون مع فريق مكون من 6 نشطاء ألمان وفلسطينيين.
كان من المفترض قتل وزيري المملكة العربية السعودية (يماني)، وإيران، جمشيد أموزكار، الموالين للولايات المتحدة في ذلك الوقت، على الفور، بينما يُفرَج عن الآخرين مقابل مبالغ مالية ضخمة بشكل فلكي باسم التحرير الفلسطيني.
سار كارلوس وفريقه حينها عبر المدخل الأمامي وبدأوا بإطلاق الرصاص، ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة وحارس أمن وموظف. قسم المهاجمون الرهائن إلى مجموعات وبدأوا حصاراً استمر طوال الليل.
في النهاية، تمت الموافقة على طلب كارلوس بالحصول على حافلة من شرطة فيينا وأطلق سراح بعض الرهائن، في حين توجه 41 أسيراً إلى المطار لاستقلال طائرة متجهة إلى الجزائر العاصمة.
بعدها، توجه فريق كارلوس إلى طرابلس، حيث اُطلِق سراح المزيد من الرهائن، قبل أن يعودوا إلى الجزائر العاصمة مرة أخرى، وهناك أقنع الرئيس الجزائري الراحل، هواري بومدين، كارلوس، بتحرير الرهائن الأحد عشر الباقين، بمن في ذلك الوزير يماني وجمشيد أموزكار، مقابل الحصول على حق اللجوء.
كان وديع حداد، أحد قياديي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قد انتقد عدم قتل كارلوس للوزير السابق يماني، ونظيره الإيراني، وقرر طرده من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.