قال موقع Space الأمريكي، الأحد 21 فبراير/شباط 2021، إن أولى المروحيات على الإطلاق التي تُرسَل إلى كوكب آخر، تسير بشكل جيد على سطح المريخ، وذلك بعد أن نجت من "سبع دقائق من الرعب" عند هبوط مركبة ناسا "برسفيرانس روفر".
حيث تعمل مروحية إنجينويتي، التي هبطت على سطح المريخ يوم الخميس 18 فبراير/شباط، مع مركبة برسفيرانس، وتتواصل مع أجهزة التحكم على الأرض في الوقت الحالي.
يشار إلى أن إنجينويتي هي مروحية روبوتية بدون طيار يتم استخدامها في اختبار تكنولوجيا مخصصة للبحث عن أماكن ذات أهمية علمية على الكوكب الأحمر، والمساعدة في تحديد أفضل طرق سير لمركبات المريخ المستقبلية.
من المقرر أن تنفصل المروحية الصغيرة عن "برسفيرانس روفر" في 19 مارس/آذار 2021، كجزء من مهمة "المريخ 2020" لوكالة ناسا الأمريكية.
موقع Space الأمريكي لفت إلى أن المتحكمين في مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة ناسا، تلقوا اتصالاً عن بُعد يوم الجمعة 19 فبراير/شباط، في الساعة الـ6:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:30 بتوقيت غرينتش)، عبر مركبة مارس ريكونيسانس أوربيتر Mars Reconnaissance Orbiter، وهو ما يشير إلى أن المروحية التي تزن 2 كغم تعمل بشكل طبيعي هي ومحطتها الأساسية.
شحن البطاريات
كما أن إجراء رفع الطاقة، الذي حدث يوم السبت 20 فبراير/شباط، سيؤدي إلى شحن بطاريات الليثيوم أيون الست في المروحية إلى ما يقرب من 30% من سعتها المخطط لها، وستُرسل البيانات مرة أخرى إلى الأرض لتحديد كيفية المضي قدماً في جلسات شحن البطارية المستقبلية.
يخطط مختبر الدفع النفاث، في الوقت الحالي، لشحن البطاريات إلى مستوى 35% في غضون أيام قليلة أخرى، ثم القيام بجلسات شحن أسبوعية؛ لإبقاء الطائرة المروحية دافئة على سطح المريخ البارد، وجعلها جاهزة لرحلتها النهائية في غضون بضعة أشهر، طبقاً لما أورده موقع Space الأمريكي، الذي أكد أن إنجينويتي تستمد طاقتها من برسفيرانس حالياً، ولكن بمجرد أن تُترك المروحية، سوف يجري شحن الطائرة بدون طيار من تلقاء نفسها كلياً، باستخدام الألواح الشمسية.
نافذة اختبار طيران تجريبية
فيما قال مختبر الدفع النفاث، في بيان، إنه بعد أن تضع برسفيرانس المروحية على السطح، ستكون للطائرة نافذة اختبار طيران تجريبية لمدة 30 يوماً على كوكب المريخ [31 يوماً أرضياً]. إذ إن يوم المريخ يعادل 24 ساعة و37 دقيقة، مقارنة بـ24 ساعة على الأرض، وتعمل وحدات التحكم بتوقيت المريخ لأول 90 يوماً مريخياً من المهمة.
أضاف مختبر الدفع النفاث، أنه إذا نجت إنجينويتي في أول الليالي المريخية التي تنخر العظام -حيث تنخفض درجات الحرارة إلى سالب 90 درجة مئوية- فسيواصل الفريق متابعة الرحلة الأولى للطائرة في العالم الآخر. وإذا نجحت إنجينويتي في الإقلاع والتحليق خلال رحلتها الأولى، فسيتحقق أكثر من 90% من أهداف المشروع. وإذا هبطت الطائرة بنجاح وظلت قابلة للتشغيل، فيمكن محاولة إجراء ما يصل إلى أربع رحلات أخرى، كل واحدة تعتمد على نجاح الرحلة السابقة.
يمكن أن تقود رحلات إنجينويتي جيلاً جديداً من مستكشفي المريخ المُحلِّقين الذين يعملون إما بشكل مستقل وإما جنباً إلى جنب مع مهام هبوط بشرية في المستقبل البعيد. وبإمكان الطائرات بدون طيار على سطح المريخ أن تؤدي مهمات استكشافية قبل هبوط المركبات الجوالة لتخطيط أفضل الطرق، أو تحوم فوق التضاريس الخطرة لإجراء دراسات علمية، وذلك من بين تطبيقات أخرى.
أول محطة بحثاً عن حياة بالمريخ
كانت بعثة "مارس 2020″ قد أقلعت في نهاية يوليو/تموز الماضي، من ولاية فلوريدا الأمريكية، على المسبار "برسفيرانس"، وهو الأكبر والأكثر تطوراً بين المركبات التي أُرسلت حتى اليوم إلى كوكب المريخ.
حيث قطعت المركبة، في رحلتها الطويلة بالفضاء، 472 مليون كيلومتر بسرعة 19 ألف كيلومتر في الساعة، لتبدأ الاقتراب من نقطة الهبوط على سطح المريخ، وذلك في أول محطة لها بحثاً عن علامات على حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر.
فيما قال مدير مشروع البعثة جون ماكنامي، إنه على ثقة تامة بأن ناسا ستنجح في بعثتها التاسعة على سطح المريخ، ومركبة برسفيرانس هي المركبة الجوالة الخامسة.
قبل نحو يومين نشرت وكالة "ناسا" صوراً التقطها مسبار "برسفيرانس" بعد هبوطه على سطح المريخ. وتم التقاط إحدى الصور عندما كان المسبار على بُعد مترين من سطح الكوكب الأحمر، وكان يستعد للهبوط.
وفي صورة أخرى تظهر إحدى عجلات المسبار وحجارة على سطح المريخ، وتم التقاطها بواسطة الكاميرا المركبة على المسبار.