رصدت كاميرا مراقبة بعض تفاصيل ما قالت وزارة الداخلية الليبية إنها محاولة اغتيال نجا منها وزير الداخلية، فتحي باشاغا، في منطقة جنزور غربي العاصمة طرابلس، الأحد 21 فبراير/شباط 2021، وقوبلت محاولة الاغتيال بتنديد رسمي ليبي.
تُظهر مقاطع سجلتها الكاميرا انقلاب سيارة من نوع "تيوتا 27 هايلوكس مزدوجة"، تابعة لجهاز دعم الأمن والاستقرار، التابع للحكومة الليبية، ويستقلها 3 أشخاص، هم أبناء عمومة.
ترصد المقاطع صوت إطلاق نار، من دون رصد واضح بالصورة لما حدث حينها، كما يظهر تصاعد للدخان في المكان، وأشخاص يتحركون بسرعة.
أدت الحادثة إلى مقتل "رضوان الهنقاري (22 عاماً)، وهو من مدينة الزاوية، وإصابة اثنين من أبناء عمومته بإصابات بليغة"، وفق تصريح البرلماني علي أبوزريبة، لوكالة الأناضول، وهو خال القتيل.
أبوزريبة اتهم "باشاغا وموكبه بتصفية ابن أخته وإصابة آخرين يستقلون سيارة تتبع جهة أمنية".
فيما قالت مصادر لـ"عربي بوست"، أمس الأحد، إن الهنقاري، عضو جهاز دعم الاستقرار بطرابلس، كان يستقل رفقة شخصين آخرين سيارة "تويوتا 27" مصفحة تابعة لجهة أمنية مكتوباً عليها جهاز دعم الاستقرار، وكانوا قد تعرضوا لمضايقة من قبل موكب الوزير، هذا الأخير الذي أخرج سيارة الهنقاري عن الطريق العام.
المصادر أضافت أنه تم تبادل إطلاق النار بين عناصر حراسة الوزير من جهة ورضوان الهنقاري ومرافقيه من جهة أخرى، هذه الاشتباكات التي انتهت بمقتل الهنقاري والقبض على اثنين من مرافقيه، وإصابة أحد أفراد حراسة الوزير.
من جهتها، لم تعلق وزارة الداخلية بشأن تصريح البرلماني علي أبوزريبة.
إدانة لمحاولة الاغتيال
وقوبلت محاولة الاغتيال باستنكار من قبل السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، وذلك بحسب ما ورد في بيان مشترك صادر عن كل من رئيس المجلس الرئاسي الجديد، محمد المنفي، ورئيس الحكومة المكلف، عبدالحميد الدبيبة، ونشره الأخير عبر حسابه بـ"تويتر".
البيان شدد على "الاستنكار والاستهجان الشديدين لهذه الحادثة"، ودعا "الجهات القضائية والضبطية لفتح تحقيق نزيه وشفاف في ملابسات الحادثة وملاحقة مرتكبيها"، كذلك قدم المنفي والدبيبة تعازيهما لمن فقدوا أبناءهم في الحادثة.
كما استنكر المجلس الأعلى للدولة (نيابي-استشاري)، في بيان، محاولة الاغتيال، كما أعرب رئيس مجلس النواب في طبرق (شرق)، عقيلة صالح، في تصريح صحفي، عن الموقف ذاته.
كانت وزارة الداخلية الليبية قد أعلنت، في بيان، نجاة "باشاغا" من محاولة اغتيال، أثناء عودته إلى مقر إقامته بمنطقة جنزور، وأكدت الوزارة "سلامة السيد الوزير وعدم تعرضه لأي أذى شخصي".
أشارت الوزارة إلى أن المهاجمين استخدموا "سيارة مسلحة نوع تويوتا 27 مصفحة، والتي قامت بالرماية المباشرة على موكب وزير الداخلية باستعمال أسلحة رشاشة".