في هجوم هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع، قال مسؤولو أمن عراقيون، السبت 20 فبراير/شباط 2021، إن ثلاثة صواريخ ضربت قاعدة "بلد" الجوية العراقية، في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد، مما أسفر عن إصابة متعاقد عراقي، فيما يشير أول المعطيات إلى أنه تم استهداف هذه القاعدة لاستضافتها قوات أمريكية أو متعاقدين أمريكيين.
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإن المصادر الأمنية المذكورة رفضت نشر أسمائها، فيما لم تعلن بعدُ أي جهةٍ مسؤوليتها عن الهجوم، في الوقت الذي أكدت فيه جماعات مسلحة، يقول بعض المسؤولين العراقيين إنها مدعومة من إيران، مسؤوليتها عن هجمات مماثلة في السابق.
من جانبها، قالت قناة "روسيا اليوم" الروسية، إن الهجوم أسفر عن إصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة، فيما لم يتم الإعلان عن سقوط ضحايا بعد.
في السياق نفسه، قالت مصادر إعلامية محلية، إن المتعاقد الذي أصيب في هذا القصف، عراقي الجنسية ويعمل لدى شركة "سالي بورت" الأمريكية المشرفة على طائرات "F-16″، كما أن الهجوم تم بواسطة صواريخ "كاتيوشا"، وسقطت هذه الصواريخ في ساحات خارجية للقاعدة الجوية.
كما أكد مصدر أمني لموقع "المعلومة" العراقي، أن الهجوم لم يخلف خسائر بشرية ولا حتى أضراراً مادية كبيرة، إضافة إلى استنفار قوات الأمن بالمنطقة، من أجل البحث عن منفذي الهجوم في المناطق المحيطة بالقاعدة الجوية.
الثاني في أقل من أسبوع
ويوم الإثنين 16 فبراير/شباط الماضي، قال التحالف الأمريكي في العراق، إن هجوماً صاروخياً استهدف القوات التي تقودها الولايات المتحدة بشمالي البلاد، وأسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة جندي أمريكي، في أكثر هجوم دمويةً منذ نحو عام.
هذه المرة، سقطت الصواريخ على قاعدة عسكرية جوية يشغلها التحالف في مطار أربيل الدولي وبالقرب منها.
ويزيد الهجوم، الذي أعلنت جماعة يقول مسؤولون عراقيون إن لها صلات بإيران، مسؤوليتها عنه، التوتر بالشرق الأوسط، في وقت تدرس فيه الولايات المتحدة إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
ردود غاضبة
في واشنطن، قال البيت الأبيض حينها، إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على تحديد المسؤول عن الهجوم.
عند الضغط عليها للتعليق على إمكانية القيام بردٍّ انتقامي ضد المسؤولين عن الهجوم، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الرئيس "يحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها".
واستدركت ساكي: "لكننا سننتظر إلى أن يجري إسناد (الهجوم إلى جهة ما) قبل أن نتخذ أي خطوات إضافية… أودُّ أن أنقل لكم أن الدبلوماسية تحظى بالأولوية عند هذه الإدارة".
كما يأتي الهجوم، قبل ثلاثة أسابيع فقط من زيارة للعراق يجريها البابا فرنسيس، في مارس/آذار المقبل، من المقرر أن تشمل أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المستقل.
من جانبها، قالت إيران إنها تعارض أي أعمال تضرُّ بأمن العراق، ونفت إشارة بعض المسؤولين العراقيين إلى صلتها بالجماعة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أربيل.
إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، لوسائل إعلام رسمية: "تعتبر إيران استقرار العراق وأمنه مسألة حاسمة بالنسبة للمنطقة… وترفض أي عمل يخلُّ بالأمن والسلام في ذلك البلد".
وأدان ما اعتبرها "محاولات مريبة لنسب (الهجوم) إلى إيران".