قالت مصادر إعلامية أردنية، الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، إن الصحفي والشاعر الأردني تيسير النجار قد توفي ليلة الخميس، إثر وعكة صحية ألمّت به بعد قرابة العامين من الإفراج عنه من سجون الإمارات العربية، إذ اعتقلته أبوظبي في 2015 وحاكمته في 2017 بتهمة الإساءة لرموز الإمارات على خلفية منشورات كتبها الصحفي على حسابه على فيسبوك خلال الحرب على غزة عام 2014.
وسائل إعلام محلية وناشطون عبر مواقع التواصل نشروا خبر وفاة الصحفي الأردني، الذي كتب قبل ثلاثة أيام من وفاته عبر صفحته على "فيسبوك": "يا لطيف، الطف بحالي، مريض جداً، مؤسف أن يكون بقلبي كل هذا الوجع، اللهم منك الشفاء والعافية.. آمين".
ووفقاً لتصريحات سابقة لزوجته ماجدة الحوراني، فإن النجار قد عانى من أمراض عدة منذ خروجه من السجن وعودته للأردن، إذ كان يعاني من داء الشقيقة، ولا يسمع بإحدى أذنيه، إضافة إلى مشاكل في الأسنان ومشاكل صحية أخرى قالت إنها أصابته خلال فترة اعتقاله.
فيما لم تغب معاناة الصحفي النجار في سجون الإمارات بشكل مباشر أو غير مباشر عن صفحته الشخصية منذ الإفراج عنه.
فقد كتب عن تلك الفترة قائلاً: "السجن ما يزال يرافقني، فليس من السهل الخلاص من قسوة وألم وظلم وقهر 3 سنوات وشهرين، أليس كذلك"، كما أضاف في مشاركة أخرى: "لم أصدق بعد أنني خرجت من السجن".
ووصف النجار أشخاصاً لم يحددهم بـ"البرابرة الجدد"، قائلاً إنهم "أولئك الذين ينكرون الإنسانية على الآخرين"، كما أضاف: "حين تكون سجيناً هذا لا يعني أنك لم تعدّ إنساناً، نعم أنا إنسان اسمي تيسير النجار وأؤمن ولدي صلات بيني وبين ذاتي وبيني وبين سائر البشر".
كما كتب الصحفي الأردني مقالاً في أحد المواقع العربية بعنوان "رسالة في الحرية.. الألم الآن"، تناول فيها جزءاً من معاناته خلال السجن، قال فيما جاء فيها: "الكل يريد مني أن أكون قوياً، لأن الكل "هذا" لم يذق خلاصة الألم البشري، ولأن الكل "هذا" لم يعرف ما معنى حركة الجسد، وكيف يتفنّن السجان في التحكّم بها في سجني الانفرادي".
اعتقال ومحاكمة
بعد 45 يوماً من اختفاء الصحفي والكاتب الأردني تيسير النجّار في مدينة أبوظبي الإماراتية، كشف رئيس لجنة الحريات في "رابطة الكتّاب الأردنيين" وليد حسني عبر صفحته في فيسبوك عن اعتقال النجار لدى السلطات الإماراتية.
حسني، وفي منشورين على صفحته على "فيسبوك" كتب أنّ "النجار اعتقل من قبل شرطة أبوظبي في المطار، بعد أن منعته جهات أمنية من السفر إلى عمان، وطلبوا منه مراجعتهم يومياً من دون أن يتلقى أي جواب عن سبب منعه من السفر، قبل أن تتصل به شرطة أبوظبي وتطلب منه مراجعتها في 13 ديسمبر/كانون الأول 2015، ليتم اعتقاله هناك.
وفي 15 مارس/آذار 2017، حكمت محكمة في أبوظبي بسجن الصحفي الأردني 3 سنوات؛ ودفع غرامة 500 ألف درهم (128 ألف يورو)، وإبعاده، ومصادرة الأجهزة المستخدمة، وإغلاق حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بـ"تهمة إهانة رموز الدولة".
يأتي ذلك بعد أن وجِّهت إليه تهمة انتهاك القانون المتعلق بالجرائم الإلكترونية؛ لانتقاده موقف عدة دول، منها الإمارات، من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 2014.
وفي فبراير/شباط 2021، أكد نقيب الصحفيين الأردنيين أن الإمارات أفرجت عن الصحفي الأردني تيسير النجار بعد أن أنهى محكوميته البالغة ثلاث سنوات، وأن النجار وصل العاصمة عمان.