قال موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 18 فبراير/شباط 2021، إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يستعد للدفع بالمزيد من قواته في العراق، وذلك بهدف مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي تزايد نشاطه في الآونة الأخيرة في العراق وسوريا.
الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قال، الخميس، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء: "قررنا توسيع مهمة الناتو التدريبية في العراق لدعم القوات العراقية في محاربة الإرهاب وضمان عدم عودة داعش".
وشدَّد الأمين العام، خلال المؤتمر الصحفي، على أنَّ مهمة الناتو المُوسَّعة تأتي "بناءً على طلب الحكومة العراقية، وتُنفَذ مع الاحترام الكامل لسيادة العراق وسلامة أراضيه"، لافتا إلى أنَّ الأنشطة التدريبية القادمة ستشمل المزيد من المؤسسات الأمنية العراقية، ومناطق أبعد من بغداد.
وفيما لم يذكر الأمين العام حجم القوات الجديدة، كشفت وكالة أنباء الأناضول من جانبها أن وزراء دفاع الناتو اتفقوا على إرسال ما يصل إلى 3500 جندي إضافي إلى العراق.
بحسب الوكالة، فإن هذا يعني أن عدد أفراد الناتو في العراق سيرتفع من 500 حالياً إلى 4000 عنصر.
مهام الناتو في العراق
وينشر الناتو قوات له في مهمة غير قتالية "للتدريب وتقديم المشورة" في العراق منذ أكتوبر/تشرين الأول في 2018، ولكنه يعمل منذ فترة على خطط توسيع مهمته في العراق، فيما تأخرت جزئياً بسبب وباء كورونا، وأيضاً بسبب المخاوف الأمنية التي رافقت قيام الولايات المتحدة باغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020.
ويأتي القرار بعد عدة اجتماعات مع وزراء دفاع الناتو خلال الأسبوع الماضي، وكذلك محادثات بين ستولتنبرغ ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وفي الوقت الحالي، لا تعمل قوات الناتو سوى مع أعضاء المؤسسات الأمنية العراقية وقواتها الذين يخضعون للسيطرة المباشرة لحكومة العراق.
لكن البعثة المُوسَّعة ستتولى على الأرجح مسؤولية بعض أنشطة التدريب التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، حسبما صرح دبلوماسيون مطلعون على الوضع لوكالة أنباء Reuters في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال الدبلوماسيون إنَّ مهمة الحلفاء، التي تضم بريطانيا وتركيا والدنمارك، ويترأسها قائد دنماركي تُعتَبَر مقبولة للعراقيين أكثر من قوة تدريب أمريكية.
وشنت جماعات مُسلَّحة متحالفة مع إيران هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك شنّ هجوم صاروخي مميت، الإثنين، 15 فبراير/شباط، أصاب أجزاء داخل قاعدة جوية عسكرية في مطار أربيل الدولي تتمركز فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بجانب إصابة أجزاء أخرى بالقرب منها، فضلاً عن هجمات أخرى ضد السفارة الأمريكية في بغداد.
ويسجل هذا العام الزيادة السنوية السابعة على التوالي في الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو.