بعد نحو 6 أشهر من احتجازه، أفرجت إسرائيل، الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، عن جثمان الأسير الفلسطيني داود طلعت الخطيب، الذي استُشهد بسجونها في سبتمبر/أيلول 2020 عن عمر يناهز 45 عاماً.
حيث قال منقذ أبو عطوان، مدير مديرية شؤون الأسرى (رسمية) في مدينة بيت لحم (وسط)، إنهم تسلموا جثمان الشهيد على حاجز إسرائيلي قرب بلدة بيت ساحور شمال شرقي المدينة، لافتاً إلى أن الجثمان سيُنقل إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، تمهيداً لتشييعه غداً السبت.
أبو عطوان أشار إلى أن الشهيد الخطيب، واحد من 8 أسرى تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم، وبعضهم منذ أكثر من 40 عاماً.
من بين تلك الجثامين، جثمان الشهيد الأسير أنيس دولة أحد القادة العسكريين في القوات المسلحة الثورية، التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والمحتجز منذ عام 1980.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أشارت إلى أنها كانت قد قدمت عبر محاميها قبل نحو أسبوعين، التماساً إلى ما تسمى محكمة الاحتلال العليا؛ للمطالبة بالإفراج عن جثمان الشهيد الأسير داود الخطيب، بعد مماطلة وتجاهل النيابة الإسرائيلية لطلبات سابقة للإفراج عن جثمانه، وعدم إصدار أي ردود بهذا الخصوص.
وفاة قبل نيل الحرية
كان الخطيب محكوم بالسجن 18 عاماً، وكان قد تبقى من محكوميته عدة شهور فقط للتحرر قبل أن توافيه المنية؛ إذ توفي في 2 سبتمبر/أيلول 2020 بسجن "عوفر" الإسرائيلي، من جرّاء عملية قتل بطيء نفذها الاحتلال بحقه عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وخضع لعملية قلب مفتوح، وانتهى الأمر بإصابته بجلطة قلبية، علماً أنه فقد والديه وهو في الأسر.
تجدر الإشارة إلى أن الخطيب كان قد اعتُقل في 2 أبريل/نيسان 2021، عقب محاصرة منزله في بيت لحم، ومنذ اعتقاله تنقَّل بين أكثر من خمسة سجون، بعدما تم توجيه اتهامات إليه بنشاطه في الانتفاضة الثانية، وتنفيذه عدة عمليات نوعية ضد الاحتلال.
كانت ما تسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية قد أصدرت، في سبتمبر/أيلول 2019، قراراً يجيز للقائد العسكري الإسرائيلي احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين ودفنهم مؤقتاً لأغراض استعمالهم كأوراق تفاوض مستقبلية.
حالة من الغيان بين الأسرى
إلى ذلك، نعى الأسرى في سجون إسرائيل رفيقهم الأسير "الخطيب"، الذي يُضاف إلى قائمة طويلة من الشهداء تبلغ نحو 225 شهيداً داخل السجون منذ عام 1967.
كانت حالة من الغليان والتوتر قد سادت بين الأسرى داخل السجون الإسرائيلية في أعقاب استشهاد "الخطيب". وبعدما أعلنوا حالة الاستنفار والغضب اقتحمت قوات أمن الاحتلال أقسام الأسرى في سجن "عوفر" ومارست انتهاكات بحقهم.
فيما جدد نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) مطالبته بضرورة الضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى كافة في سجون الاحتلال، لاسيما مع تصاعد انتشار جائحة كورونا، التي أكد أنها تهدد مصيرهم على مدار الساعة.
استشهاد 226 أسيراً في سجون الاحتلال
فيما يقول نادي الأسير إن 226 أسيراً، استشهدوا في سجون الاحتلال منذ عام 1967.
يشار إلى أن عدد الأسرى في سجن "عوفر" يبلغ 850 أسيراً، وتم تسجيل عدد من الإصابات بفيروس كورونا المستجد بين صفوفهم.
سبق أن واجه السجن ذاته خلال عام 2020، أعنف عملية اقتحام منذ سنوات، وأدت إلى إصابة العشرات من الأسرى.
وقدّرت مؤسسات حقوقية فلسطينية، عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نهاية يناير/كانون الثاني 2021 بنحو 4500 أسير؛ بينهم 37 امرأة، و140 قاصراً، و450 أسيراً إدارياً.
من بين الأسرى، 700 يعانون من أمراض مختلفة؛ 11 أسيراً منهم مصابون بالسرطان، ونحو 300 بأمراض مزمنة، وفق تلك المؤسسات.