خطوة أمريكية نحو التهدئة.. واشنطن ترفع العقوبات الأممية عن إيران.. وتعلن استعدادها لإجراء محادثات

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/18 الساعة 23:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/19 الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش
بايدن، والمرشد الإيراني علي خامنئي - عربي بوست

أعلن ريتشارد ميلز، القائم بعمل السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، الخميس 18 فبراير/شباط 2021، سحب الولايات المتحدة تأكيد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران في سبتمبر/أيلول، في وقت أبدت فيه واشنطن استعدادها لمحادثات مع طهران بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 .

إلا أن إيران ردت بفتور على الفكرة الأمريكية، التي طرحها وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذين تجمعوا في باريس.

خطوة نحو المفاوضات 

وكرر بلينكن الموقف الأمريكي بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستعود إلى الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إذا عادت إيران إلى الامتثال التام للالتزامات الواردة فيه.

وفي بيان مشترك قالت الدول الأربع إن "الوزير بلينكن أكد مجدداً أنه إذا عادت إيران للوفاء التام بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة فإن الولايات المتحدة ستقوم بالمثل وهي مستعدة للدخول في مناقشات مع إيران تحقق هذا الهدف".

فيما قال مسؤول أمريكي إن واشنطن ستقبل أي دعوة من الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات بين إيران والقوى العالمية الست التي تفاوضت على الاتفاق، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.

وقال المسؤول لوكالة رويترز، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، بعدما قال مسؤول كبير في الاتحاد إنه مستعد للدعوة إلى عقد اجتماع بين أطراف الاتفاق: "نحن مستعدون للمشاركة إذا عُقد مثل هذا الاجتماع".

ورحبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا باعتزام بايدن العودة إلى الدبلوماسية مع إيران. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رد بأن على واشنطن اتخاذ الخطوة الأولى.

تعليق طهران 

ظريف من جانبه قال في تغريدة على تويتر: "بدلاً من السفسطة وإلقاء العبء على إيران، يجب أن تفي مجموعة الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي بالتزاماتها الخاصة وأن يطالبوا بإنهاء إرث ترامب المتمثل في الإرهاب الاقتصادي ضد إيران". وتابع قائلاً: "إجراءاتنا رد على انتهاكات الولايات المتحدة والثلاثي الأوروبي. تخلص من السبب إذا كنت تخشى النتيجة".

كان ظريف قد أشار في السابق إلى الانفتاح على المحادثات مع واشنطن والأطراف الأخرى حول إحياء الاتفاق.

كما لمح المسؤول الأمريكي أيضاً إلى إمكانية إيجاد سبيل لتجاوز الخلاف حول من ينبغي أن يبدأ أولاً بالعودة إلى الاتفاق: الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات الاقتصادية، أم إيران بالالتزام بالقيود على البرنامج النووي قائلاً إن التحدي الأكبر ربما يتمثل في تحديد ما الذي يعنيه الامتثال.

تخصيب اليورانيوم

مصدر دبلوماسي فرنسي قال إن التحول في موقف واشنطن يمثل فرصة لإيران، لكن الطريق مليء بالعقبات. وأضاف عقب المحادثات في باريس إن "الأمريكيين مستعدون لمحادثات مع إيران في اجتماع مع أطراف الاتفاق الأصليين.. هذه فرصة".

كما حددت طهران لبايدن موعداً نهائياً في الأسبوع المقبل كي يبدأ في التراجع عن العقوبات التي فرضها ترامب، وإلا ستتخذ أكبر خطواتها حتى الآن لانتهاك الاتفاق النووي بحظر عمليات التفتيش المفاجئة التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب بروتوكول إضافي.

بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة باسم مجموعة الثلاث، حثت الولايات المتحدة وطهران على عدم اتخاذ أي خطوات إضافية "فيما يتصل بتعليق البروتوكول الإضافي وأي تقييد أنشطة التحقق التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران"، معبرة عن قلقها بشأن تحركات إيران لإنتاج اليورانيوم.

اتصال نادر بين برلين وطهران 

يشار إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أجرت الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، اتصالاً نادراً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أعربت خلاله عن "القلق" حيال مستقبل الاتفاق النووي، في ظل ما وصفته بتراجع طهران عن التزاماتها ضمنه، داعيةً طهران إلى "بوادر إيجابية تزيد من فرص الحل الدبلوماسي".

إذ قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن اتصال ميركل تناول سبل منع طهران من التملص من التزاماتها بشأن السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية.

يذكر أن المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، كان قد طلب الأربعاء 17 فبراير/شباط الجاري، من الولايات المتحدة "الأفعال لا الأقوال" إذا كانت تريد إحياء الاتفاق النووي، وذلك في أحدث تحدٍّ للرئيس الأمريكي جو بايدن، ليتخذ الخطوة الأولى نحو كسر جمود الوضع.

تحميل المزيد