اتهام ألمانيا بدعم معسكرات اعتقال الإيغور.. تساعد فنياً شركات النسيج الصينية التي تُجبر الأقلية المسلمة على العمل

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/19 الساعة 17:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/19 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش
صورة أرشيفية لشاب من أقلية الإيغور المسلمة/رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، إن هناك شركات ألمانية تُقدّم الدعم الفني لصناعة النسيج الضخمة في مقاطعة سنجان الصينية، حيث يُجبر نحو نصف مليون فرد على الأقل، من أقلية الإيغور المضطهدة، على العمل في حقول القطن.

إذ أثبتت الأرقام التجارية المُسربة من مصلحة الجمارك الصينية، حجم التداخل التجاري الألماني في المنطقة رغم الوقائع المتعددة التي تشير إلى انتهاكات لحقوق الإنسان و"إبادة عرقية ثقافية" بحق الإيغور فيها.

تأتي تلك التطورات رغم مطالبة الحكومة الألمانية، قبل نحو عام، بضرورة فتح تحقيق دولي حول وضع المسلمين بمقاطعة شينغيانغ.

فقد طالب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الحكومة الصينية، بتقديم توضيحات بشأن تسريبات نُشرت حول أوضاع معتقلي مسلمي الإيغور، مشيراً إلى أن الصين مُطالَبة بـ"الامتثال لواجباتها الدولية في مجال حقوق الإنسان".

فيما تعرّضت ألمانيا لضغوط بسبب تجارتها مع إقليم شينجيانغ الصيني، حيث أظهرت بيانات الجمارك التي حصلت عليها صحيفة South China Morning Post الصينية، أن مبيعات قطع الغيار الألمانية لآلات النسيج في سنجان ارتفعت بثلاثين ضعفاً خلال السنوات الثلاث الماضية، لتصل إلى 42.05 مليون دولار.

إلى ذلك، ناقش البرلمان الفيدرالي في كندا، الخميس 18 فبراير/شباط 2021، إمكانية اعتبار معاملة الصين لأقلية الإيغور "إبادة جماعية". ومن المقرر أن يتم التصويت على المقترح يوم 22 فبراير/شباط الجاري.

اغتصاب ممنهج

كانت الولايات المتحدة قد عبّرت، مطلع الشهر الجاري، عن انزعاجها الشديد من تقارير عن "اغتصاب ممنهج" واعتداء جنسي على النساء في معسكرات الإيغور ومسلمات أخريات بإقليم شينجيانغ الصيني.

حيث اتهم المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ند برايس، الصين بـ"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية" في إقليم شينجيانغ غربي البلاد، مشدّداً على أن "هذه الفظائع تهز الضمير ويجب مواجهتها بعواقب وخيمة".

يشار إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بثت مؤخراً، تقريراً يؤكد تعرُّض النساء في نظام معسكرات الاعتقال الصيني للإيغور وغيرهن من المسلمات في شينجيانغ، للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتعذيب.

تعقيباً على تقرير BBC، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه "من المهم" إرسال فريق من مفوضية حقوق الإنسان الأممية إلى إقليم "شينجيانغ"، مؤكداً أنه "إذا وضعنا في الحسبان طبيعة الادعاءات الواردة بالتقرير الصحفي، ونفي السلطات وقوع مثل هذه المزاعم، أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت على الإطلاق، المضي قدماً في البعثة المقترحة من قِبل المفوضة السامية لحقوق الإنسان".

كانت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، قد أعلنت، في ديسمبر/كانون الأول 2020، أن وفداً من مفوضية الأمم المتحدة يواصل التواصل مع السلطات الصينية بخصوص إجراء زيارة لإقليم شينجيانغ، معربة عن أملها أن تتم الزيارة في الربع الأول من العام الجاري.

محو الهوية الدينية والعرقية والعمل بالسخرة

بخلاف تقرير BBC، جرى تداول العديد من التقارير الإعلامية والحقوقية التي تثبت حالات اغتصاب، وتعذيب، وتعقيم قسري، وتدمير لعشرات المساجد والأضرحة، ومعسكرات اعتقال (غولاجات) القطن التي يُجبَر الإيغور على العمل فيها وسط ظروفٍ مُهينة بلا أجر أو مقابل أجرٍ زهيدٍ للغاية. وتُنتِج مقاطعة سنغان نحو خُمس إمدادات القطن في العالم.

يُذكر أن الصين تسيطر على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور المسلمة، وتطلق عليه بكين اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.

سبق أن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، خلال شهر مارس/آذار 2020، والذي ذكرت فيه أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال؛ لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسخرة.

غير أن الصين عادةً ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".

تحميل المزيد