أعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، عن تدهور صحة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الدكتور محمد الخضري، المعتقل لدى السعودية، داعية الملك سلمان للإفراج عنه وعن ابنه "هاني".
جاء ذلك في رسالة وجهتها المنظمة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، نشرت صورة منها في أحدث تقاريرها على موقعها الإلكتروني.
يأتي هذا التقرير في وقت تستعد فيه الإدارة الأمريكية الجديدة لرسم مسار جديد للعلاقات مع الرياض، خاصة بعد قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، إضافة إلى تعليق صفقات أسلحة مع الرياض.
تفاصيل الوضع الصحي للدكتور محمد الخضري
فيما لم يصدر على الفور تعليق من الرياض بشأن دعوة المنظمة الحقوقية.
المنظمة قالت إن الحالة الصحية للدكتور محمد الخضري، الفلسطيني الجنسية والمعتقل في السعودية، "تدهورت بسبب عدم حصوله على الرعاية الصحية الكافية، بما في ذلك العناية بقسطرة المثانة، ما أدى إلى تفاقم ظروف الاحتجاز السيئة".
كما جاء في التقرير أن "الدكتور الخضري (83 عاماً) خضع لعملية جراحية وكان يعالج من سرطان البروستاتا عندما اعتقلته السلطات السعودية تعسفياً وابنه الدكتور هاني الخضري، في 4 أبريل/نيسان 2019".
وأضاف أنه "بعد ذلك بعام واحد تم إحضار محمد الخضري ونجله للمثول أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في محاكمة جماعية شابتها انتهاكات جسيمة للإجراءات القانونية، بما في ذلك حرمانه من الاتصال بمحام طوال هذه الفترة".
"انتهاكات عديدة وخطيرة" بحق الخضري
بحسب "آمنستي"، فإنه "في 8 آذار/مارس 2020، وُجهت إلى الرجلين أمام المحكمة الجزائية المتخصصة تهمة "الانضمام إلى كيان إرهابي" -من الواضح أنه حركة حماس- كجزء من محاكمة جماعية لـ68 فرداً".
كما أضافت المنظمة: "شابت محاكمتهم انتهاكات عديدة وخطيرة لحقوقهم في الإجراءات القانونية الواجبة، بما في ذلك الاختفاء القسري والاعتقال والاحتجاز التعسفيان والحبس الانفرادي".
ودعت "أمنستي" الملك السعودي إلى "ضمان إسقاط التهم التي لا أساس لها من الصحة ضد الخضري ونجله وإطلاق سراحهما".
المنظمة الدولية شددت أيضاً في الرسالة التي وجهتها إلى الملك السعودي على ضرورة نقل الخضري بشكل عاجل إلى المستشفى، حيث يكون قادراً على تلقي الرعاية الطبية المتخصصة العاجلة التي يحتاجها، قبل استكمال إجراءات الإفراج عنه.
ضغوط أمريكية على السعودية
من شأن هذا التقرير أن يسلط الضوء أكثر على ملف حقوق الإنسان في السعودية، ففي وقت سابق شدد بايدن على أنه سيجعل المملكة "تدفع الثمن" مقابل انتهاكات حقوق الإنسان، و"يجعلها في الواقع منبوذة مثلما يجدر بها"، لكن إن كان بايدن يريد أن يجعل السعودية منبوذة الآن، فإنَّها منبوذة مُقرَّبة.
فمنذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، لم يتوانَ بايدن عن الضغط على المملكة في ملف حقوق الإنسان، وقد تمثل أول الضغوط في مطالبتها بالإفراج العاجل عن المعتقلين، خاصةً معتقلي الرأي والدفاع عن حقوق المرأة.
وفي الوقت الذي أشادت فيه أمريكا بإطلاق الرياض سراح مواطنين سعوديين أمريكيين، فإن أمريكا تعتقد أن ذلك غير كافٍ، مطالبة بالإفراج عن مزيد من المعتقلين.
لكن سرعان ما أثمرت هذه الضغوط الإفراج عن الناشطة الحقوقية لجين الهذلول، التي أمضت 1001 يوم في السجن، بتهمة الإرهاب.
وهي الخطوة التي رحب بها جو بايدن، واعتبرها "قراراً صحيحاً وصائباً".