استعان دبلوماسيون أمريكيون في موسكو بالحكومة الروسية للحصول على لقاحها المضاد لفيروس كورونا "سبوتنيك 5″، وذلك بعد أن فشلت وزارة خارجيتهم في تأمين اللقاحات اللازمة لموظفيها بعدد من الدول حول العالم، بحسب ما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021.
الصحيفة قالت إن الخطوة التي أقدم عليها الدبلوماسيون الأمريكيون تأتي على الرغم من أن لقاح "سبوتنيك 5" لم ينل حتى الآن مصادقة منظمة الصحة العالمية أو مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أمريكا.
وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية نصحت موظفيها في الخارج بعدم أخذ اللقاح الروسي، لكنها سمحت لهم باتخاذ القرار بأنفسهم، بعد أن أكدت أنها غير قادرة على توزيع اللقاحات الأمريكية الصنع عليهم في المستقبل القريب.
الحادثة الروسية تكررت في عدد من البلدان، حيث أفادت "واشنطن بوست" أن 13 حكومة أجنبية على الأقل عرضت تطعيم المسؤولين الأمريكيين العاملين في الخارج بلقاحات الشركتين الأمريكيتين "موديرنا" و"فايزر"، وقبلت الخارجية الأمريكية بذلك بالفعل، حسب ما قال مسؤولون كبار.
فقد نقلت الصحيفة عن مسؤولين أن 8 حكومات أجنبية أخرى عرضت على الخارجية الأمريكية تطعيم دبلوماسييها باللقاحات الأمريكية، التي اشترتها من "فايزر" و"موديرنا"، لافتةً إلى أن الطلبات قيد المراجعة.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الصحة الأمريكية هي من تقرر كمية الجرعات التي يحصل عليها الموظفون في كل الوزارات الأخرى، وضمنها وزارة الخارجية.
غضب في أوساط الدبلوماسيين بأمريكا
بحسب ما أكد مسؤول حكومي لـ"واشنطن بوست"، فإن وزارة الخارجية قد طلبت 315 ألف جرعة من اللقاحات لتطعيم جميع موظفيها، لكن وزارة الصحة وافقت على إمدادها بـ32% فقط من مجموع الجرعات التي طلبتها، وذلك عبر 3 دفعات.
فيما أكدت الصحيفة أن عدداً من الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج غاضبون من طريقة توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة، حسب ما أظهرته مراسلات ووثائق حصلت عليها الصحيفة.
واضطرت وزارة الخارجية إلى اتخاذ قرارات صعبة وفشلت في إيصال اللقاحات إلى كل موظفيها في خارج أمريكا، بسبب الإمدادات المحدودة من اللقاحات في الولايات المتحدة.
حيث قال أحد الدبلوماسيين الأمريكيين المعينين في الشرق الأوسط إنه أمر محرج بالنسبة لأغنى دولة في العالم أمريكا أن تطلب صدقة الدول الأخرى عندما يتعلق الأمر باللقاحات، خاصة عندما تفكر في أن أفضل اللقاحات تم تصنيعها في الولايات المتحدة.
وأكد وكيل وزارة الخارجية بالإنابة، كارول بيريز، لـ"واشنطن بوست"، أن الوزارة تعمل على حل المشاكل المتعلقة باللقاحات التي تقلق الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج.
وقال بيريز إن "صحة وسلامة الموظفين أولوية قصوى لوزارة الخارجية، ونحن ملتزمون بتوفير المعلومات الدقيقة بشأن توزيع اللقاحات للعاملين"، مضيفاً: "هذه وضعية متقلبة ونحن نتفهم طلبات الموظفين".
يشار إلى أن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها قالت الأسبوع الماضي إن أمريكا استخدمت 41 مليوناً و210937 جرعة من لقاحات كورونا، ووزعت 59 مليوناً و307800 جرعة.
وقالت المراكز إن 31 مليوناً و579100 شخص في أمريكا قد تلقوا جرعة واحدة أو أكثر فيما حصل 9 ملايين و147185 شخصاً على الجرعة الثانية.