بلغت ثروة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستوى قياسياً جديداً، حيث يعد مساهماً رئيسياً في مجموعة "نوريلسك نيكل" العملاقة للتعدين، فيما تتكبد شركته غرامة ضخمة على خلفية أنشطتها المسببة للتلوث.
ثروة بوتين تتزايد
تصنيف مجلة "فوربس" أشار إلى الزيادة في ثروة بوتين، وتخطت ثروة الرجل الأثرى في روسيا عتبة ثلاثين مليار دولار، وهو مستوى غير مسبوق في روسيا، بحسب قناة "آر بي كاي" الروسية.
يستند هذا التقدير لثروة بوتين إلى الارتفاع الكبير منذ حوالي عام لأسعار المعادن غير الحديد، مثل النيكل والبلاديوم، والتي تحتل المجموعة الروسية صدارة قائمة الشركات المنتجة لها حول العالم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُستخدم النيكل خصوصاً في المركبات الكهربائية التي يسجل الطلب عليها نمواً مطرداً.
كان الكرملين قد قال، في عام 2017، إن الرئيس الروسي يجني قرابة 133000 دولار في العام الواحد ويعيش في شقة صغيرة، في حين أن أحد مستشاري الحكومة السابقين قدر ثروة بوتين بأنها تصل إلى 70 مليار دولار.
في ذلك العام أيضاً قال مدير صندوق التحوط بيل براودر، وهو أحد نقاد بوتين المشهورين، إنه يعتقد أن ما يمتلكه الرئيس الروسي تتجاوز قيمته 200 مليار دولار، وفقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية.
زعم تقرير للصحيفة أن أسلوب حياة بوتين يمكن مقارنته "بأحد ملوك الخليج العربي أو أحد أعضاء الأقلية الأثرياء" وليس مثلما ادعى بوتين في السابق بأنه يحظى بحياة "عبيد التجديف في السفن".
كانت واشنطن قد اتهمت في عام 2016 بوتين "بالفساد" والتربح، كما اتهمته نائبة وزارة الخزانة الأمريكية آنذاك بمنح أصدقائه المقربين عقوداً للنفط والغاز الروسي أوصلتهم للثراء الفاحش.
معاقبة شركة بوتين
من جانبها، تشير منظمات غير حكومية متخصصة إلى أن الشركة الروسية "نوريلسك نيكل" هي من بين الأكثر تلويثاً في روسيا، كما أنها مسؤولة عن كارثة كبرى في المنطقة القطبية الشمالية العام الماضي.
ففي نهاية مايو/أيار 2020، انسكب 21 ألف طن من الوقود في مجارٍ مائية عدة، بعد تسرب في خزان داخل محطة حرارية تابعة لمجموعة "نوريلسك نيكل".
أثار هذا التلوث بقعة حمراء عملاقة أمكن رؤيتها من الفضاء قرب مدينة نوريلسك القطبية الشمالية.
كما أنه في مطلع الشهر الحالي، حكم القضاء الروسي على المجموعة بدفع غرامة قياسية قدرها 146,2 مليار روبل (1,98 مليار دولار) للسلطات الفيدرالية الروسية.
لكن يبدو أن مجموعة "نورنيكل" تسعى إلى تحسين صورتها في المجال البيئي، خصوصاً بعد هذه الكارثة، حيث أعلنت في الأشهر الأخيرة إغلاق مصنع لصهر النحاس وآخر للنيكل في شبه جزيرة كولا، وهما من المواقع المصنفة من بين الأكثر تلويثاً في العالم، خصوصاً بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت.